في مغرب يتحرك بثبات نحو تحديث مؤسساته وإعادة رسم خارطة التمثيلية السياسية، لم تعد القيادات النسائية ظاهرة استثنائية، بل أصبحت عنوانا لقوة مؤثرة تفرض حضورها بثقة واقتدار. خمس نساء يتصدرن المشهد السياسي والاقتصادي، وينتظر أن يلعبن أدوارا محورية في الانتخابات التشريعية لسنة 2026، بحسب تقرير حديث لمجلة “جون أفريك”.

فاطمة الزهراء المنصوري ونادية فتاح.. إدارة الملفات الكبرى

وتبرز فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش ووزيرة إعداد التراب الوطني، كواحدة من أقوى الشخصيات النسائية في الحكومة، تجمع بين الحس السياسي والقدرة التنفيذية. إلى جانبها، تسطع نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، التي باتت رمزا للتوازن المالي المغربي وسط تحديات اقتصادية إقليمية ودولية، وتعتبر من أبرز وجوه الإصلاح المالي في البلاد.

نبيلة منيب: صوت المعارضة الجريء

وعلى الجبهة المعارضة، تبرز نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، بصوتها النقدي الجريء ومشروعها المجتمعي التقدمي. منيب لا تخشى الاصطدام بالمألوف، وتشكل مرآة لمطالب الإصلاح السياسي والاجتماعي، ما يمنحها حضورا يتجاوز قاعدة حزبها.

نائلة التازي وبشرى رجاني.. التأثير من خلف الستار

ومن جهة أخرى، تمسك نائلة التازي، الفاعلة الثقافية والاقتصادية ورئيسة لجنة المالية بمجلس المستشارين، بخيوط التأثير في المشهد البرلماني، بعيدا عن الأضواء. وفي المجال الإعلامي، تلمع بشرى رجاني، المنتجة الإعلامية ومهندسة المضامين المؤثرة، كأحد الأصوات الصاعدة في فضاء صناعة الرأي والاتصال السياسي.

كسر الصورة النمطية وصناعة الإنجاز

ورغم اختلاف الخلفيات الأيديولوجية والرؤى، تجمع هؤلاء النساء نقطة مشتركة أساسية، كسر الصورة النمطية للمرأة السياسية المغربية، والانتقال من مجرد شغل المناصب إلى الفعل المؤثر في مساحات القرار وصياغة السياسات.

بحسب “جون أفريك”، لا يقفن فقط كشاهدات على الانتقال الديمقراطي الهادئ، بل يشاركن في توجيهه وصياغة ملامحه. وفيما لا يزال حضور النساء دون مستوى الطموحات، فإن تجارب هؤلاء القائدات تؤكد أن النساء لا ينتظرن الامتيازات، بل يصنعن الإنجاز بأيديهن.

مغرب 2026.. النساء يكتبن سيناريو السلطة

ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، يبدو أن المفاجأة الأكبر لن تكون في عدد المقاعد المخصصة للنساء، بل في حقيقة أن النساء أنفسهن صرن من يكتبن سيناريو السلطة ويصنعن التحول، من موقع الفعل لا الانتظار.