محصول الزيتون يخيب أحلام الشناقة
تجار الأزمات يتحينون الفرصة للاحتكار في انتظار الارتفاع الصاروخي للأسعار

استغل تجار وشناقة الأزمات، الذين يتحينون الفرص للاحتكار، فرصة احتكار كل السلع الرائجة بالأسواق، في انتظار الارتفاع الصاروخي لأثمتنها ليخرجوها من أوكارهم المكدسة فيها، وهي حال المتربصين بالجيوب والمترصدين بحثا عن غنى غير مشروع، في العديد من المجالات.
وقاد شناقة الزيت والزيتون السنة الماضية، عمليات تمشيطية لاحتكار زيت الزيتون بكل المناطق بعدما وصل سعرها لقرابة 110 دراهم للتر، منتظرين شح السماء والجفاف وقلة التساقطات واحتمالاتهم بموسم ضعيف، ليخرجوا ما احتكروا، متوهمين أن الأثمنة سوف تتضاعف لمرتين أو ثلاث مرات، لكن خاب مسعاهم وصدمهم محصول جني الزيتون لهذه السنة.
الشجرة المباركة تفيض بخيراتها
وفاضت الشجرة المباركة بخيراتها على عموم فلاحي الزيتون بربوع المملكة، وهو ما شكل صدمة كبيرة وبوارا وكسادا وخسارة لمبالغ مالية كبيرة، عكس ما توقعه شناقة ومتصيدو الأزمات والظروف الطبيعية الصعبة وقلة التساقطات، الذين خاب مسعاهم وخسروا دنيا ودينا.
استعان هؤلاء الجشعين حتى ببعض أئمة وفقهاء المساجد لعل وعسى يبيعون تجارتهم التي بارت، بأثمنة تقارب ثمن شرائها، لضمان أقل خسارة. وانتشر بيع زيت الزيتون قبيل موسم الجني لهذه السنة بأثمنة بخسة وصلت في بعض المناطق لأربعين درهما للتر الواحد من زيت الزيتون بعدما تكسر وهم الشناقة والمحتكرين لهذه المادة التي تجود بها عليها حبات الشجرة المباركة.
زيت العود الحايل
“زيت العود الحايل”.. هذا ما يطلقه المغاربة على الزيت الذي يكون قد تم عصره السنة الماضية، والتي تتحول رائحته ولونه و طعمه. كان الشناقة ينتظرون خلطه مع الزيوت المعصورة حديثا لإعادة البيع بأثمنة تحرق جيوب الفقراء والبسطاء، لكن جاد الله وجادت الطبيعة على الفلاحين بالقرى والمداشر والمناطق النائية، ولا سيما الذي يعد الزيتون نشاطهم الرئيسي السنوي.
وها نحن نعيش على موسم جني الزيتون الذي جادت به الشجرة المباركة بخيرات وفيرة عمت ربوع المملكة، ولم يظهر أثر للشناقة الآن بعد بوار وكساد تجارة الاحتكار التي راهنوا عليها و تراجعوا للوراء وفشلت خطط التحكم في الأسواق والبيع بما شاؤوا فارضين أثمنة خيالية جعلت الكل يخشى الاقتراب أو تقليص كمية الاستهلاك بسبب الغلاء الفاحش والاحتكار الذي تسبب في قلة العرض و ارتفاع الطلب.
انعكاس الإنتاجية على الأسعار
ويترقب المهنيون، وكافة المغاربة، أن ينعكس تحسن الإنتاجية بالنسبة للزيتون، الذي ما زال يتصدّر باقي أصناف الأشجار المثمرة المغروسة بالمملكة، حسب معطيات رسمية، بنحو 65 في المائة من المساحة المخصصة لغرس الأشجار المثمرة على الصعيد الوطني، على أسعار اللتر الواحد من زيت الزيتون الموجهة للاستهلاك، بعد موسميْن سالفيْن ارتفعت خلالهما الأسعار بشكل قياسي متجاوزة في بعض المناطق 100 درهم.


تعليقات 0