الصحافة الجزائرية تهاجم قرار مجلس الأمن الداعم للمغرب
القرار الأممي يعزز الموقف المغربي ويضع الجزائر أمام اختبار دبلوماسي جديد

أثار تصويت مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة 31 أكتوبر، على دعم خطة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، ردود فعل متباينة في الأوساط الإعلامية، خاصة في الصحافة الجزائرية التي استقبلت القرار بأسلوب يجمع بين التقليل من أهميته واتهام الولايات المتحدة بممارسة ضغط سياسي لتوجيه التصويت.
قرار تاريخي يعزز شرعية الموقف المغربي
القرار الأممي، الذي حظي بتأييد 11 دولة وامتناع 3 دول عن التصويت (منها روسيا والصين وباكستان)، شكل انتصارا دبلوماسيا جديدا للمغرب، إذ عزز الشرعية الدولية لمقاربة الحكم الذاتي وفرض واقعا سياسيا جديدا على الساحة الإقليمية.
في المقابل، وصفت الجزائر القرار بأنه انحياز غربي واضح، معتبرة أنه يخدم مصالح واشنطن والرباط في المنطقة على حساب “حق الشعوب في تقرير مصيرها”.
إعلام رسمي يهاجم القرار الأممي
وتبنت وكالة الأنباء الجزائرية (APS) في تغطيتها للحدث خطابا حادا، ووصفت القرار بأنه “تراجع عن تطلعات الشعب الصحراوي”، فيما ركزت صحف مثل الشروق والخبر على ما سمته “الضغط الأمريكي والتوجه الغربي” في صياغة النص، معتبرة أنه يمثل ضربة لفكرة الاستفتاء حول تقرير المصير.
وذهبت بعض الافتتاحيات إلى حد القول إن القرار “يشرعن الأمر الواقع في الصحراء” ويؤكد أن الرهان على المجتمع الدولي لم يعد مجديا، في إشارة إلى تراجع الدعم الدولي لأطروحة الانفصال.
الخطاب الجزائري في مواجهة الواقع الجديد
ورغم أن التصويت الأخير يعزز مكانة المغرب كفاعل إقليمي قوي ويحظى بدعم دولي متزايد، تجنبت وسائل الإعلام الجزائرية أي إشارة إلى ضرورة مراجعة موقفها الدبلوماسي أو التفكير في آليات جديدة للحوار مع الرباط.
واكتفت بتكرار الدعوات إلى “مراجعة النهج الدبلوماسي” دون تقديم مقترحات ملموسة، ما يعكس حالة من الارتباك الإعلامي والسياسي في التعامل مع التحولات المتسارعة في الملف.
تحول استراتيجي يضع الجزائر أمام اختبار جديد
ويرى محللون أن تبني مجلس الأمن لخطة الحكم الذاتي المغربية يمثل تحولا استراتيجيا كبيرا في موازين القوى بالمنطقة، إذ لم يعد النقاش يدور حول “حل النزاع”، بل حول كيفية تنفيذ مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الإطار الوحيد المقبول دوليا للتسوية.
ويضيف المراقبون أن هذا التطور يضع الجزائر أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتها على التكيف مع الواقع الجديد، خاصة بعد أن أثبتت التجربة أن الدعم الإعلامي والدبلوماسي لجبهة البوليساريو لم يعد كافيا لتغيير مسار الأحداث أو التأثير على مواقف المجتمع الدولي.


تعليقات 0