في محاولة يائسة لصرف أنظار المجتمع الدولي عن إخفاقاتها الديبلوماسية المتتالية، وتوريط دول عربية في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حشرت البوليساريو نفسها داخل بعثة أوفدتها مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى مصر من أجل مراقبة الانتخابات الرئاسية، التي جرت في الفترة ما بين 10 و12 من دجنبر 2023، مثيرة بذلك تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات المصرية المغربية الوطيدة.
الكابرانات وصنيعتهم
وكعادتها، تسابقت أبواق الكابرانات لنشر صور ممثلي صنيعتهم البوليساريو، جنبا إلى جنب مع نظرائهم الجزائريين في أشغال مراقبة الانتخابات الرئاسية المصرية، ما أثار تكهنات كثيرة حول الموقف الحقيقي للقاهرة، التي ما فتأت تؤكد دعمها للوحدة الترابية للمملكة في مختلف المحافل والمناسبات، ومدى وعيها بالمحاولات الخبيثة لإشراكها بشكل غير مباشر في النزاع المفتعل حول الصحراء.
محاولات تدليسية
وفي هذا السياق، أفاد المحلل السياسي والدكتور عبد الصمد بلكبير، في تصريح لموقع آش نيوز، بأن العلاقات المتينة بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية أكبر من أي محاولات تدليسية فاشلة للإيقاع بهما، خاصة في الظروف الحالية، التي تشهد استعدادات جارية على قدم وساق، لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين.
مناوشات معهودة
وتابع بلكبير، في اتصال مع الموقع، أن مشاركة وفد الانفصاليين في أشغال مراقبة الانتخابات الرئاسية المصرية، لم يكن بصفتهم ممثلين للبوليساريو بل مراقبين تحت لواء الاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي لا يستحق أن تخلق لأجله مصر مشكلا بروتوكوليا مع الاتحاد، ناهيك أن الانتصارات الديبلوماسية المتوالية التي حققتها المملكة، بنيلها دعم أغلبية القوى العالمية في قضية استكمال وحدتها الترابية، تغنيها عن إحداث ردة فعل عن مثل هذه المناوشات الفاشلة والمعهودة لجمهورية الوهم.
طرد البوليساريو من الاتحاد
في المقابل، يضيف لكبير، “يحرص المغرب على المشاركة في مختلف أشغال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي”، حيث أبان بامتياز عن مكانته المهمة داخل القارة وفي صلب قضاياها، ويعمل على حشد مواقف ممثليها المؤيدة لنبذ وطرد الكيان الوهمي من المنظمة، إذ سبق وأن حصل على تأييد ثلثي الأعضاء لسحب العضوية منه.
تقارب ثنائي مرتقب
وحسب ما أكدته مصادر ديبلوماسية مطلعة، يرتقب أن يجتمع سامح شكري، وزير الخارجية المصري، قريبا، بنظيره المغربي، على هامش مشاركته في أشغال الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي المنظم بمراكش، والمرتقب في 19 من الشهر الجاري، حيث سيناقش الطرفان مختلف القضايا الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية، وأبرزها الموقف الرسمي للقاهرة من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
التعليقات 0