غيب الموت، قبل أيام، الشيخ مبارك العوني، أحد رموز العيطة وأحد أمهر العازفين على آلة الكمان.
ويعد العوني واحدا من صناع الفرجة الشعبية، بفضل إتقانه العزف على آلة الكمان لمختلف أصناف العيطة من مرساوي وحصباوي وزعري وحوزي وغيرها، كما رافق خلال مسيرته الفنية، رموز هذا الفن التراثي بدءا بالراحلة فاطنة بنت الحسين وخديجة البيضاوية وخديجة مركوم ومصطفى البيضاوي، وتبنى خلال السنوات الأخيرة الموهبة الشعبية الصاعدة حمزة البيضاوي.
ورغم أن مبارك العوني لم يكن يغني بصوته، فإنه ظل مشهورا في الأوساط الفنية، باعتباره واحدا من شيوخ العيوط وأكبر حفاظها، إذ يصنف في مرتبة العازفين الكبار الذين طبعوا هذا الفن التراثي أمثال صالح السمعلي وولد الحلاوي ومحمد ولد الصوبة وغيرهم.
وغادر العوني الحياة في صمت دون أن يلتفت إليه أحد من المسؤولين، رغم ما قدمه للعيطة والتراث الشعبي، كما قضى أيامه الأخيرة مريضا يعالج بأحد مستشفيات البيضاء وحيدا إلا من رفقة تلميذه الشيخ حمزة البيضاوي، الذي ظل إلى جانبه إلى آخر لحظات حياته.
التعليقات 0