يعود اسم القاضية كيتانجي أونيكيا براون، التي وصلت إلى المحكمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية في سابقة تاريخية لامرأة ذات بشرة سمراء منذ حوالي قرنين، إلى طلب والديها، من متطوع في قوات السلام بغرب إفريقيا، اقتراح قائمة من الأسماء الإفريقية للمولودة الجديدة، رغبة منهما في تكريم أسلافهم الأفارقة، ليقع الاختيار على “كيتانجي أونيكيا”، وهو اسم يعني “الجميلة”.
رأت كيتانجي براون النور في 14 شتنبر 1970 في واشنطن، لكنها ترعرعت في فلوريدا. كانت طالبة موهوبة في مدرستها الثانوية، خاصة في ما يتعلق بفن الخطابة والمشاركة في مسابقات المناظرة مع المدارس الأخرى، أما شغفها بالقانون، فنابع من رغبة والدها، أستاذ التاريخ، في دراسة القانون في إحدى جامعات ميامي.
بعد التعليم الثانوي، اختارت براون الذهاب إلى هارفارد، متجاهلة نصيحة أحد أساتذتها الذي حذرها قائلا “لأنك ذات بشرة سمراء، لا تطمحي إلى تحقيق أهداف كبيرة!”. ولم يتم قبولها فقط في الجامعة المرموقة حيث حصلت على شهادتين، إحداهما كانت في القانون بامتياز (بميزة الشرف)، بل إن التحاقها بهذا الحرم الجامعي شكل لها فرصة لتلتقي بزوجها المستقبلي، باتريك جاكسون، الطبيب الجراح جراح ذو البشرة البيضاء.
انخرطت براون في مجال الصحافة، إذ اشتغلت لمدة سنة في مجلة “تايم”، بالإضافة إلى تجربة متواضعة في المسرح، قدمت خلالها لوحات مسرحية في فن الدراما إلى جانب الممثل الأمريكي مات ديمون. لكن القانون استحوذ على حصة الأسد في مسارها المهني، حيث دافعت، كمحامية عامة، عن الفقراء الذين لا يستطيعون دفع التكاليف، كما عملت في لجنة إصدار الأحكام، حيث ساهمت في تخفيف العقوبات عن تعاطي المخدرات التي تلحق السود بشكل غير متناسب.
وفي 2012، عينها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قاضية في المحكمة الفيدرالية بواشنطن، وهو التعيين الذي وافق عليه مجلس الشيوخ آنذاك بدون تردد.
وفي مارس 2021، ارتقت خطوة أخرى، بعد أن وافق مجلس الشيوخ على تعيينها في محكمة الاستئناف بأغلبية 53 صوتا مقابل 44.
وفي 25 فبراير الماضي، اختارها الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلفا للقاضي ستيفن براير، الذي سيتقاعد في يونيو المقبل، وفاء منه بوعده بتعيين أول امرأة ذات بشرة سمراء في المحكمة العليا.
التعليقات 0