Site icon H-NEWS آش نيوز

نجاح “بغاتها الوقت” يرعب الدواعش

يبدو أن حملة “بغاتها الوقت”، التي أطلقتها مناضلات مغربيات لتحقيق العدالة والمساواة، تماشيا مع التوجه الملكي الحاث على النهوض بوضعية المرأة، أثارت الرعب في نفوس بعض “الدواعش”، ممن زعزع نجاحها عقيدتهم المبنية على معاداة حقوق النساء.

وفي الوقت الذي تواصل فيه الحقوقيات المغربيات نضالهن بخطى ثابتة صوب تحقيق مطالبهن المشروعة، اختار بعض الإسلاميين المتشددين تفجير غضبهم في حلقة برنامج يبث على قناة يوتيوب، عبر توجيه انتقادات معادية للحملة وأصحابها وداعميها، بل حتى لمؤسسات الدولة.

والغريب في الأمر أن ضيوف الحلقة، وهما “الشيخان” حمزة الخالدي وياسين العمري، خريجا جامعتين مغربيتين تدرسان مناهج مواكبة لمسار المملكة نحو تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين، بل أن أحدهما أستاذ تواصل، المفروض فيه إعطاء صورة مثالية عن التخصص الذي يدرسه للطلبة، في حين أن فحوى تصريحاتهما لم تخل من التعصب والسب والقذف في حق كل من خالف “شريعتهما”.

وفي رد عن رأيه حول الحملة النسائية، اختزل أحد المتدخلين مضامينها، المستمدة من دعوة الملك محمد السادس إلى تحيين الآليات والتشريعات الوطنية، للنهوض بوضعية المرأة، بالقول إنها عبارة عن “تفاهة وسفاهة”، فيما اختار الثاني اعتبارها “إحراجا لمؤسسة إمارة المؤمنين”، ما يدفعنا لطرح سؤال عما إذا كان هذان “الشيخان” أعلم بمصالح “الإمارة المغربية” من ملكها أمير المؤمنين ؟

من جهة أخرى، نجد أن ضيفي الحلقة اكتفيا بتوجيه الانتقادات المتعصبة، دون تقديم اقتراحات وجيهة من شأنها أن تساهم في رفع الظلم عن النساء وإقرار الحقوق التي نص عليها الدستور وأقرتها المواثيق الدولية، بل كان هدفهم الأساس تعطيل الإصلاح وتأبيد الظلم والعنف في حق النساء.

ورغم الاجتهادات الفقهية المستنيرة التي تستند إليها الهيئات النسائية الحداثية في مطالبها، يصر الإسلاميون، كعادتهم، على تكريس الظلم الاجتماعي والحيف القانوني في حق النساء، عبر التشبث بالإبقاء على سريان العمل بفتاوى فقهية أثبت الواقع أنها لم تعد مناسبة ولا مسايرة للتحولات التي عرفها ويعرفها المجتمع المغربي.

Exit mobile version