آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

عيد “الغنمي” المقدس

نورا

تتوقف الحياة تماما في عيد الأضحى. لا شيء يعلو فوق دخان “التشنشيط” ونار “المجامر” ورائحة اللحم بجميع تلاوينه، المبخر والمشوي والمطهو في الفرن أو أو على “الكوكوت” أو بالطاجين. وبمجرد ما يفتح “المعيّدون” أعينهم، تبدأ احتفاليتهم باللحم. يفطرون ب “الراس المبخر” ويتغذون ب”المروزية” ويتعشون ب”التقلية”، وفي اللمجة، أو “بين الأوقات”، لا بأس من بعض “الكليوات” و”البزيزلات”، وحتى “المصارين” و”الكرداس” مع بعض البيض المقلي.

كل شيء متوقف تماما. “مول الحانوت” جمع حقائبه وسافر إلى “البلاد”… المقاهي أقفلت أبوابها، اللهم القليل منها الذي يفتح في ساعات قليلة معينة… المطاعم عملة نادرة رغم أن الكثيرين لا يأكلون اللحم بالضرورة… بائعو الدخان والجرائد انقرضوا… البارات… مقاهي الشيشة… البيسينات… والكثير من مظاهر الحياة العادية في هذا الصيف الحارق، “حبسات”… حتى “لاباني” إذا اشتهته نفسك، عليك أن “تضرب عليه الطريق” و”شوف تشوف”… إلى درجة أن هذا العيد تحول لدى الكثيرين إلى منبع للاكتئاب و”الديبريسيون”.

كل شيء يتم داخل البيوت. الأكل والشرب والنوم بسبب “التبويقة” التي يسببها اللحم. لا شيء يوجد خارجه، سوى الفراغ والسكون، وكأن القيامة قامت. أقصى ما يمكنك أن تراه في الشارع هو الأزبال المنتشرة في كل مكان، و”البطاين” برائحتها الكريهة، والدماء ورؤوس “الحوالى” المشوطة، ورائحة اللحم النيئ التي “تروع” البطون. حتى الكلاب والقطط تنسحب في مثل هذه المناسبة، ربما خوفا من أن تذبح بالغلط هي الأخرى مع الخرفان.

رغم كل هذا، يصر “المعيّدون”، على أن الأضحى مناسبة دينية يجب على الجميع الاحتفال بها، في حين أن دافعهم الحقيقي هو “التهاويش” و”التهنشير”. والدليل أن قلائل فقط من يتبرعون بجزء من ذبيحتهم لمسكين أو فقير… ومن أجل رائحة الشواء التي “تزكم” الأنوف، هم مستعدون لبيع الأثاث والاقتراض من الأبناك وبذل الغالي والنفيس من أجل شراء “الصردي” ب”كرونو”، فالخروف الإسباني اللطيف، الذي ليست له قرون ملتوية، غير جائز في “الذبيحة” رغم أنه خفيف على الجيب.

الكثيرون يبكون ويشتكون بسبب غلاء أسعار الأكباش. والكثيرون يعانون بسبب الأزمة. لكنهم يصرون على الاحتفال بالعيد، فللحم “الغنمي” قدسيته، التي لا تستطيع الدولة نفسها الاقتراب منها، خوفا من جهة، من “الكسابة” و”الشناقة” الذين ينتظرون المناسبة السنة بأكملها من أجل تحقيق الأرباح على حساب “المهاوشين”، ومن المواطن البسيط العادي، المستعد “يضرب بالحجر” احتجاجا على حرمانه من حقه في “التهنشير”.

كل عيد وأنتم في صحة وسلامة. وطوبى لإسماعيل أو إسحاق، (كل حسب روايته) لنجاتهم من الذبح في آخر لحظة، وإلا لكنا اليوم أمام مجزرة بشرية تحول فيها “المعيدون” إلى آكلين للحوم البشر.

 

تابعوا آخر الأخبار من آش نيوز على Google News

مواضيع ذات صلة

مستشفى محمد السادس بمراكش

04 ديسمبر 2024 - 09:00

محاولات انتحار بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش

04 ديسمبر 2024 - 08:00

طلبة “السوسيولوجيا”.. بين البطالة وضرورة التكيف مع سوق الشغل

الصفريوي

04 ديسمبر 2024 - 06:00

الصفريوي يستحوذ على شركات أدوية بقيمة ملياري درهم

سيارات الأجرة

04 ديسمبر 2024 - 04:00

تعليمات من وزارة الداخلية لإنهاء فوضى سيارات الأجرة

04 ديسمبر 2024 - 02:00

وزير الأوقاف يرد على ابن كيران: اتهامك لي باطل

04 ديسمبر 2024 - 00:00

أكادير.. “نوسطالجيا أزوان” يكرم الفنان إبراهيم إيروف

توقيف

03 ديسمبر 2024 - 23:00

شرطة طنجة توقف متورطا في اعتداء موثق بالفيديو وسط الشارع

عادل هلا

03 ديسمبر 2024 - 22:00

هالا عاجز عن طرد مدرب الرجاء بسبب 500 مليون

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

Achnews

مجانى
عرض