Site icon H-NEWS آش نيوز

روبورتاج .. “البوفا”: مخدر الأغنياء الذي ينخر جيوب وصحة الفقراء

يبدو أن مخدر “البوفا” صار وشيك الإطاحة بـ”القرقوبي” من على عرش المخدرات أكثر تعاطيا في أوساط الشباب، بسبب تأثيره الإدماني القوي، وتحوله إلى “موضة” يتعاطاها الكثيرون بدافع الفضول والتجربة، فيسقطون دون وعي منهم في شباك الإدمان.

ورغم السعر المرتفع لهذا المخدر الخطير، الذي تباع أحجاره بأثمنة تتراوح ما بين 200 و1000 درهما، في المتوسط، على أن تتضاعف كلما زادت كميتها وجودتها، فإن متعاطيه لا يجدون بدا من بيع كل ما يملكونه مقابل حجرة واحدة من أحجاره المشتقة من الكوكايين، والتي يدوم مفعولها لدقائق معدودة.

نسخة رخيصة للـ”كراك”

يقول عبد المجيد قديري، رئيس جمعية الأزهر “لا للقرقوبي”، إن انتشار “البوفا” في صفوف الشباب “ليس بالجديد” في المغرب، رغم أنه عاد لواجهة النقاش العمومي خلال الأسابيع الأخيرة، إذ كان يعرف قديما بـ”مخدر الأغنياء” المسمى بـ”الكراك”، والذي يتعاطاه النخبة نظرا لسعره المرتفع ونقائه مقارنة بذلك المتوفر حاليا في الأسواق السوداء.

وعكس “الكراك” المعروف قديما بأكثر أنواع الكوكايين المعدة للتدخين انتشارا، والذي يتم تعاطيه عبر استنشاق الأبخرة المتصاعدة من تسخين أحجاره بواسطة أدوات خاصة (أهمها أنبوب زجاجي يسمى اللمبة)، فإن “النسخة الرخيصة” منه أشد خطورة لما تحتويه من مواد سامة وقاتلة، تلحق أضرار وخيمة على صحة متعاطيها العقلية والجسدية.

في هذا الصدد، يشرح قديري أن “مخدر البوفا المنتشر بالمغرب يتكون من بقايا الكوكايين الممزوجة بمواد كيميائية خطيرة، غالبا ما تكون عبارة عن مجموعة أدوية منتهية الصلاحية، ما يشكل خطورة جسيمة على القدرات العقلية والنفسية والجسدية لمستعمليه، ويرفع من منسوب العدوانية وفقدان التوازن وعدم القدرة على التمييز، كما يدفع بالكثيرين إلى التفكير في إيذاء النفس والانتحار”.

مفعول لحظي

أكد عدد من متعاطي “البوفا”، في حديثهم مع “آش نيوز”، أن مروجيها في الدار البيضاء يتوزعون على مناطق مختلفة، أبرزها الدروة وبوسكورة، حيث تبلغ شدة الإدمان بمتعاطيها إلى استهلاكها مباشرة بعد اقتنائها في عين المكان، حيث وصف أحدهم المنطقتين المذكورتين بمجمعين للمتعاطين، ترى فيهما الشباب والشابات، من مختلف الأعمار، يمسكون قنينات من بلاستيكية تتصاعد منها أدخنة يستنشقونها بشراهة، ومعظمهم يتعاطون داخل سياراتهم التي يركنونها في الفضاءات المخصصة لذلك.

وعن السر وراء إقبال الشباب بشكل متزايد على هذا المخدر، يقول معاد (اسم مستعار)، أحد المتعاطين الذين حاورهم موقع “آش نيوز”، إن تأثير المخدر لا يدوم لأكثر من ربع ساعة، يشعر خلالها المتعاطي باندفاع سريع للنشوة، ثم بحاجة شديدة لإعادة تعاطيه عند الإحساس بزوال مفعوله، في ما يعرف بلحظة “الانسحاب”، وهو ما يبرر الحاجة المستمرة لاستهلاك كميات متزايدة منه، لا يعوض نقصها أي شكل آخر من أشكال المخدرات.

مزيد من التفاصيل، في الفيديو التالي من إنجاز أشرف دحان :

 

 

 

Exit mobile version