فجرت صحافية فضيحة من العيار الثقيل، حينما أكدت الممارسات اللا إنسانية التي صارت تطبع السير العادي لمستشفى ابن رشد بالبيضاء، بكشفها تعرضها للإهمال الطبي، وللتعامل اللا إنساني برميها في الشارع ودون إشعار عائلتها وعدم الاحتفاظ بها داخل المرفق الطبي باعتبارها مصابة في حادثة سير لمدة 48 ساعة كما ينص على ذلك القانون.
وحسب شكاية وجهتها الضحية، فإن الواقعة تعود إلى تعرضها الاثنين 31 يوليوز 2023 على الساعة الرابعة والنصف عصرا، لحادثة سير خطيرة قرب المدينة القديمة بالبيضاء، نتجت عنها كسور وجروح بليغة وفقدان للذاكرة التي لم تسترجعها إلا بعد الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء 2 غشت 2023.
وأفادت المتحدثة نفسها أنه بعد تعرضها لحادثة سير تم نقلها كما حكي لها بعد استرجاع ذاكرتها، (تم نقلها) على متن سيارة الوقاية المدنية إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالبيضاء لتلقي العلاجات الضرورية، وهو ما لم يحدث بعد أن وجدت نفسها وسط إهمال كبير، يتمثل في عدم إجراء أي تدخل يذكر من قبل الفريق الطبي في حينه، رغم أنها كانت مصابة بشكل بالغ في عدة أطراف من جسمها، واستمرار نزيف الدم بسبب جرح بالرأس (الجبهة).
وأوضحت المشتكية، أنه رغم إجراء الطاقم الطبي للمستعجلات بعض التحاليل الطبية (الراديو والسكانير) لتشخيص طبيعة الإصابات، إلا أنه لم يقدم لها أي علاج ولم تتلق أي تطبيب.
ومن الأمور الخطيرة التي كشفتها المشتكية في شكايتها إلى خالد أيت الطالب وزير الصحة، أنه تم رميها خارج المستعجلات بدون تجشم أي فرد من الطاقم الطبي للمستشفى عناء الاتصال بعائلتها، سيما أن وثائق الهوية كانت في حقيبتها اليدوية.
وأوردت المتحدثة نفسها، أن هذا الإلقاء في الشارع تم بحجة أنها طالبت بالخروج من المستعجلات بدون تلقي العلاجات الضرورية، وذلك عبر التوقيع على وثيقة تفيد صحة مطالبتها بالخروج بحسب إدارة المستشفى.
وتساءلت الصحافية الضحية بأسلوب استنكاري “كيف لمصاب في حادثة سير فاقد للذاكرة وأبان عن اضطرابات في السلوك أن يعتد بتصرفاته في هذه الحالة الصحية؟ وبعد تخلص أعضاء الطاقم الطبي من جسمي المنهك بالإصابات والرمي إلى حافة الطريق المحاذي للمستعجلات بدون أي علاج يذكر، تم نقلي إلى المنزل من قبل فاعلي خير وجدوني في وضعية حرجة وفاقدة للذاكرة، خوفا من تعرضي للاعتداء من قطاع الطرق والمتشردين، وذلك استنادا إلى المعطيات الموجودة في بطاقة التعريف الوطنية التي كانت بحوزتي، إذ أنه لولا هذا السلوك الإنساني والحضاري من هؤلاء المواطنين لكان مصيري الضياع والاعتداء”.
وأوردت الضحية قائلة “ومباشرة بعد تطوع هؤلاء المحسنين بنقلي إلى المنزل في حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء، اطلع أفراد عائلتي على وضعي الصحي، وقاموا بنقلي على متن سيارة إسعاف خاصة إلى مستشفى المنصور بسيدي البرنوصي بالبيضاء، الذي دعا إلى ضرورة نقلي إلى مستعجلات ابن رشد لتلقي العلاجات الطبية الضرورية. وهو ما تم بالفعل حيث تم إرجاعي من قبل أفراد أسرتي إلى مستعجلات ابن رشد لتكتشف عائلتي أنه سبق وأن تم نقلي إلى هذا القسم سابقا، بيد أنه لم يتم تقديم العلاج الضروري لإصاباتي التي كانت بليغة جدا، حيث تم الاقتصار على التشخيص للمرة الثانية: إنجاز “الراديو” بالمكان وسكانير” الرأس خارج المستشفى. وسوف تستمر رحلةالتشخيص الثانية هذه، إلى غاية الساعات الأولى من يوم الثلاثاء فاتح غشت، حيث سيتم في نهاية المطاف، بمستشفى 20 غشت خياطة الجرح على مستوى الرأس لا غير”.
وبعد اطلاع أفراد عائلة الضحية على حقيقة ما جرى لها، والوقوف على درجة الإهمال والامبالاة بمستعجلات ابن رشد، تم نقلها مرة أخرى على متن سيارة إسعاف خاصة إلى إحدى المصحات الخاصة، حيث تم علاج الكسور التي كان من المفترض أن تتلقاها بمستعجلات ابن رشد بالبيضاء (إجراء عملية على مستوى الركبة بالرجل اليسرى وعلى مستوى اليد اليسرى).
وللتأكد من صحة كل هذه المعطيات الخطيرة، دعت المشتكية الوزير وباقي المسؤولين بالوزارة وإدارة المستشفى العودة إلى السجل المخصص للمستعجلات بالمركز الاستشفائي ابن رشد إلى جانب الاطلاع على الوثائق التي حصل عليها أفراد عائلتها من طرف أحد الممرضين أثناء مرحلة التشخيص التي لم تتبعها العلاجات التي كان يفترض أن تتلقاها عوض أن يلقى بها في الشارع، بدون أن يتم إخبار أفراد أسرتها أو التواصل مع السلطات للقيام بالإجراءات القانونية اللازمة في حالات الضياع والاختفاء.
وطالبت الصحافية المتضررة من واقعة إهمالها ورميها بالشارع، وزير ااصحة، بإصدار تعليماته للجهات المختصة، بفتح تحقيق في هذه النازلة، للتحقق من الحالة الصحية التي دخلت بها إلى قسم المستعجلات للاطلاع على العلاجات التي تلقتها، والتأكد من ساعة دخولها إلى قسم المستعجلات وساعة إخراجها منه ولحظة إرجاعها مرة ثانية على أساس تلقي العلاج الذي لم تلقاه مرة أخرى.
وشدد المشتكية على ضرورة ترتيب الجزاء في حق كل المخالفين الذين يستهترون بصحة وحياة المرضى الذين يأتون بإصابات بليغة إلى مستعجلات المستشفى لتلقي العلاج، فإذا بهم يجدون أنفسهم ملقى بهم بدون ضمير مهني أمام باب المستشفى في حالة يرثى لها.
رمي مريضة بالشارع يفضح ممارسات مستشفى ابن رشد
18 أغسطس 2023 - 12:00
التعليقات 0