لقي مغربيان مقيمان بفرنسا، الاثنين 28 غشت 2023، مصرعهما رميا برصاص البحرية الجزائرية، بعدما تاها وسط بحر السعيدية على متن جت سكي، ووجدا نفسهما بالخطأ في مياهها الإقليمية.
ويتعلق الأمر، حسب ما أفادت به مصادر مقربة من عائلة أحد الضحيتين لآش نيوز، بعبد العالي مشيور وبلال القيسي، اللذين اكتريا دراجة جت سكي من الميناء الترفيهي مارينا السعيدية، وانطلقا في جوله بشاطئها، انتهت بولوجهما المياه الجزائرية عن غير قصد، بالنظر إلى عدم وجود حدود بحرية بينة تفصلها عن المياه المغربية، ليقوم خفر السواحل الجزائرية بإمطارهما بالرصاص بمجرد رصد دخولهما.
وتابعت المصادر ذاتها أنها اكتشفت وقوع مكروه لعبد العالي وصديقه بلال، المقيمان بفرنسا واللذين قدما إلى السعيدية لقضاء عطلة الصيف، مساء اليوم ذاته، بعدما تمت مصادرة الجت سكي الذي كانا على متنه، إثر تأخرهما في العودة، والذي كان ملطخا بالدماء وطافيا في عرض البحر دونما أثر للضحيتين، ليكتشف صياد جثة بلال بالصدفة، يوما بعد ذلك، ويتبين أنه قتل رميا بوابل من الرصاص.
وأضافت المصادر نفسها، التي تجمعها صلة قرابة بالضحية عبد العالي مشيور، البالغ من العمر 40 سنة، أن السلطات الجزائرية أرسلت لوالد عبد العالي صور جثة ابنه، التي تمت مصادرتها بمياهها بعد قتله، مؤكدة شروعه في القيام بإجراءات نقلها للمغرب، وسط حالة من الصدمة والهلع في صفوف ذويه، جراء الطريقة البشعة التي تم قتله بها.
واستنكرت ذات المصادر، عدم تردد خفر السواحل الجزائرية في إطلاق الرصاص على مدنيين مغربيين عزل، دون استبيان ما إذا كانا يشكلان تهديدا أم لا، مشيرة إلى إمكانية توقيفهما وفرض عقوبات مالية أو حتى حبسية في حال ما إذا تأكد دخولهما عن طريق الخطأ، باعتبار حقهما في الحياة.
وخلفت الحادثة سخطا عارما في صفوف عدد من النشطاء، واصفين ما أقدمت عليه عناصر خفر السواحل الجزائية بوصمة العار، خاصة وأن تاريخ البلدين الشقيقين لم يسجل أبدا إطلاق عناصر الجيش المغربي المرابطة بالحدود المغربية، الرصاص على جزائري، سواء كان مدنيا أو عسكريا، مهربا أو تائها أو مختلا عقليا، أو فارا من الجزائر مرشحا للهجرة السرية، عكس عسكر الكابرانات، الذين يمطرون أي مغربي وطأت قدمه ترابهم أو مياههم بالرصاص دونما أدنى تردد.
التعليقات 0