في ظل مأساة متواصلة، وحزن عميق يعيشه المغاربة بسبب فاجعة زلزال الحوز، يتفشى في الوقت الحالي فيروس خطير يتمثل في محترفي الركوب على الأزمات، حيث تم تداول مجموعة من الصور والفيديوهات لأشخاص راشدين يتحرشون بفتيات القرى والبوادي بدافع إنقاذهم من الفقر والحاجة وتعويضهم عن ذويهم.
هشاشة وضعف
هي ظاهرة تلتحف بالحقارة وانعدام الإنسانية، إذ يدعي هؤلاء الأشخاص أنهم يرغبون في إنقاذ الفتيات الصغيرات في القرى المنكوبة، مستغلين هشاشتهم وضعفهم وخوفهم بعد أن فقدن عائلاتهن وأصبحن يتيمات بدون سند.
وفي هذا السياق، أوضحت وردة بوي، حقوقية ومنسقة برامج في جمعية “تحليق”، أن ما يتم تداوله اليوم من فيديوهات يشكل صدمة حقيقية، خاصة في ظل حاجة هؤلاء الفتيات للمساعدة، مضيفة أن هذا التفكير البدائي متفش في المجتمع الذي يؤمن بعض ذكوره بفكرة الزواج من أجل الإنقاذ.
رمز القوة
وقالت وردة بوي، في اتصال بموقع “آش نيوز”، إن الفتاة القروية ليست كائنا ضعيفا بل هي رمز القوة نفسها، وليست بحاجة إلى بطل وهمي يدعي رغبته في إنقاذها، إذ يكفي أنها تقاوم يوميا من أجل أن تعيش في مناطق تكاد لا تصلح للحياة الكريمة.
وأبرزت وردة بوي، في الاتصال نفسه، أن مشكلة هؤلاء الأشخاص، أنهم يستغلون مثل هذه المآسي من أجل تفريغ مكبوتاتهم، في وقت يعيش فيه المغرب كله حالة من الحزن والحسرة، مؤكدة أن دافعهم الحقيقي ليس هو تقديم المساعدة، بل الاستغلال والتحرش الجنسي.
تدخل الجمعيات
وشددت وردة بوي، على ضرورة تدخل السلطات والجمعيات والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، للحد من هذه الظواهر والاستغلال، مضيفة في حديثها مع “آش نيوز”، أنها تواصلت من جهتها كجمعية حقوقية مع المؤسسات المعنية، ووجدت تفاعلا من أجل رصد هذه الحالات وإرسال رقم الهاتف للمساعدة.
منشورات تحذيرية
وأوردت وردة بوي أن من الضروري توعية المجتمع، خاصة الفتيات الصغيرات، من خطر التحرش، ونشر منشورات تحذيرية للحد من انتشار هذا الخطر، خاصة فيما يتعلق بالفتيات من المناطق المنكوبة التي فقدت أسرها، حتى يتجنبوا الحديث والجلوس مع الغرباء ويتفادين الاقتراب من كل شخص يدعي أنه يرغب في الزواج بهن، مشيرة إلى أن الجمعيات ستقوم بنشر فيديوهات باللغة الأمازيغية لتصل إلى الفتيات المعنيات، كما سيتم تمرير رسائل قوية لهن للحرص على ضمان سلامتهم وتحذيرهن من خطر هؤلاء المرضى.