عندما نتحدث عن نهاية الحياة، فنحن نتحدث عن الهاجس الذي يؤرق بال الكثيرين، فأسئلة كثيرة تحوم حول هذه الأطروحة، كأين يتجه العالم ومتى يمكن الحسم في نهايته؟ وفي هذا السياق، تنبأ مجموعة من العلماء بالولايات المتحدة الأمريكية، في دراسة حديثة، بإمكانية نهاية الحياة على الأرض بعد حوالي 250 مليون سنة، بسبب تكون قارة عملاقة جديدة لن يكون على سطحها أي من البشر أو الثدييات.
The End
فهل من المتوقع بعد هذه التنبؤات أن تبقى فعلا الأرض خالية من الحياة، لا شيء يسبح في زرقة بحارها المظلمة أو خضرتها، ولا شيء ينمو على وجه قاراتها الصخرية، ولا طير يحلق في سمائها الواسعة المحمرة؟ هذا ما أجاب عليه علماء جامعة بريستول الأمريكية، مؤكدين أن القارة العملاقة الجديدة التي ستتكون بعد نهاية الحياة على الأرض، تسمى “بانجيا ألتيما”.
وأكد العلماء أنفسهم، في دراسة نشرت في مجلة “نيتشر” لعلوم الأرض، أن القارة العملاقة الجديدة، سيكون الجو فيها حارا للغاية وجافا وغير صالح للحياة تقريبا، بعد أن قام الباحثون بمحاكاة اتجاهات درجات الحرارة والرياح والأمطار والرطوبة في القارة العملاقة، واستخدموا نماذج لحركة الصفائح التكتونية، وكيمياء المحيطات وعلم الأحياء لحساب مستويات ثاني أكسيد الكربون.
انقراض البشر
وكشفت الدراسة المنشورة على مجلة “نيتشر”، أن تكوين قارة “بانجيا ألتيما” لن يؤدي فقط إلى ثورات بركانية أكثر تواترا، مما يؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، ولكن الشمس ستصبح أيضا أكثر قوة، وستنبعث منها المزيد من الطاقة، مما سيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل أكبر.
من جهته، أكد كبير الباحثين المشاركين في الدراسة، ألكسندر فارنسورث، أن البشر سوف ينقرضون، بسبب درجة الحرارة المتزايدة التي ستخلق بيئة خالية من الغذاء أو مصادر المياه للثدييات.
تغير المناخ
ووفق نفس الدراسة، فقد حذر العلماء من تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، والذي من الممكن أن يؤدي إلى وفاة الملايين في جميع أنحاء العالم كل عام.
جدير بالذكر، أن تغير المناخ يؤدي إلى تغيير توفر المياه، مما يجعلها أكثر ندرة في المزيد من المناطق، ويؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، كما يؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النظم البيئية، ما يشكل خطرا على الحياة بصفة عامة.