قال فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، اليوم الإثنين 9 أكتوبر، بمراكش، إن المغرب انخرط على مدى عقدين من الزمن في مسار تحديثي متدرج بفضل الرؤية المتبصرة والحكيمة للملك محمد السادس، كما حقق تراكمات وتجارب أكسبته مناعة وقوة مكنته من مواجهة العديد من الأزمات المحلية والعالمية.
وأضاف فوزي لقجع، في مداخلة له بمناسبة انعقاد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، التي تستضيفها مراكش، أن هذا المسار الذي انخرطت فيه المملكة تحققت فيه لبنات تقدم متتالية همت كافة المجالات، اعتمادا على نموذج تنموي متفرد برؤية واضحة، تستند على ثلاث أعمدة، أولها ترسيخ المسار الديمقراطي وثانيها الإستراتيجيات التنموية وتطوير الأنشطة وعصرنتها، وثالثها بناء الإنسان ودعم الكفاءات والتأهيل وتشجيع المبادرات الذاتية، مع ضمان الأمن الروحي والانفتاح على العالم، في تناغم مع مكونات الهوية الوطنية والشخصية المغربية الأصيلة ذات الروابط المتعددة والآفاق الواسعة.
روابط تاريخية قوية
واعتبر فوزي لقجع، الذي استعاد التاريخ الحافل لمدينة مراكش في بداية مداخلته، أن المغرب كان دائما صلة وصل بين الفضاء الإيبيري والمتوسطي والإفريقي، منذ قرون، لذلك فهو حاليا يعد جسرا نحو إفريقيا لأنه سبق له أن لعب هذا الدور في الماضي، مشيرا إلى الروابط القوية المشتركة، والضاربة في التاريخ، بين المملكة وإيبيريا، والتي من بين أهم تجلياتها التنظيم المشترك اليوم لكأس العالم 2030، الذي هنو بمثابة عنوان من العناوين “التي جمعتنا في الماضي وتجمعنا في المستقبل”.
نموذج تنموي متفرد
وقال فوزي لقجع، إن “المملكة عرفت منذ بداية حكم الملك محمد السادس، تحولات كبيرة، في إطار مشروع ملكي شامل يسعى إلى تحديث البلاد واستيعاب روح العصر، مركزا على التنمية الاجتماعية والاقتصادية على قاعدة ديمقراطية، كما تمكنت، منذ نهاية القرن الماضي، من إرساء أسس نموذج تنموي متفرد يزاوج بين الإرادية والواقعية ويحمل رؤية واضحة”، متحدثا عن العديد من الأوراش والمشاريع التي شكلت علامات المرحلة الجديدة، والتي من بينها التعديل الجديد لمدونة الأسرة من أجل ضمان مزيد من الحقوق للمرأة المغربية، إضافة إلى دعم الاستقرار وتعزيز مساهمة المغرب في محاربة الإرهاب عبر خبرة مشهود بها عالميا”.
فيديو من إنجاز: إلياس بوخريص