بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف اليوم الثلاثاء 10 أكتوبر، أشادت الأخصائية النفسية بشرى المرابطي، بالوعي العالي الذي بات عليه المغرب من ناحية الصحة النفسية وأهمية الدعم النفسي، حيث أكدت أن المجتمع المغربي شهد تغيرا ملحوظا في السنوات الأخيرة على مستوى تناوله لهذه المواضيع.
مغرب واع بالصحة النفسية
وأشارت بشرى المرابطي في تصريح لموقع “آش نيوز”، أن منسوب الوعي العالي لأهمية المعالجة النفسية، رصدته آخر واقعة شهدها المغرب، وهي أزمة زلزال الحوز، حيث أقدمت المملكة على خطوة مهمة، تمثلت في إرسال مجموعة من الأخصائيين النفسيين للمناطق المتضررة، وعيا بمخاطر أثر هذه الأزمة على الصحة النفسية.
وأضافت يشرى المرابطي، أن هذا الوعي، أي تقبل الحاجة للمعالجة النفسية، لم يعد منحصرا فقط على المدن، الشيء الذي رصد في إطار قوافل دعم ضحايا الزلزال، حيث أن الناس في إقليم أمزميز وتارودانت، ومجموعة من الأقاليم الأخرى، كان لديهم إقبال كبير ورغبة كبيرة في البوح سواء من معاناتهم من الزلزال، أو من جروحهم الماضية أو في مشاكلهم الواقعية.
وتابعت بشرى المرابطي قائلة، “لقد كان أمرا يثلج الصدر، بعدما لاحظنا الوعي بأهمية المعالجة النفسية الذي وصل لتلك المناطق”، مشيرة إلى أن الإعلام المرئي والإعلام المسموع والمكتوب، لعب هو الآخر دورا كبيرا جدا في رفع منسوب وعي الساكنة بأهمية الصحة العقلية والنفسية.
خدمة الإنسان
وبخصوص الحاجة إلى مختصين في علم النفس، أكدت بشرى المرابطي، أن على الدولة أن تقدم هذه الحاجة وتوفر المتخصصين لخدمة الإنسان، من أجل السلامة الصحية والعقلية والنفسية، لأنها جوهر ومستقبل أي بلد، وعلى شعب علم النفس في جميع جامعات المغرب، أن تتكتل من أجل إعادة النظر في تكوينها، لكي يكون جزء منها للبحث العلمي، وجزء منها لخدمة الاستشارة النفسية والدعم النفسي والعلاج النفسي.
مرض صامت
من جهتها، ترى حفصة السنوسي، أخصائية نفسية وطالبة علم نفس، في اتصال مع موقع “آش نيوز”، أن اليوم العالمي للصحة النفسية هو يوم نقاش ويوم لطرح مجموعة من المشاكل المتعلقة بالصحة النفسية، فالمجتمع يضم مجموعة من المشاكل وما يعمق المشكل أكثر هو أن الصحة النفسية أو المريض النفسي، يعاني في صمت، فالمرض النفسي ليس كأي مرض عضوي يعطي إشارات خارجية.
واستطردت حفصة السنوسي، في حديثها قائلة، “المرض النفسي هو مرض صامت، والإشكال هو أن هذا المرض ينتج لنا عدة ظواهر اجتماعية نلمسها في المشاكل الأسرية الزوجية الاجتماعية، والأمثلة كثيرة كأزمة التنمر التي يتعرض لها الطفل وهو في سن صغير، وكيف تجعل منه كومة من المشاكل النفسية بعد سنوات، أو شخص يلتحف بالعنف ما يؤدي به إلى السجن…إلخ”.
شعبة علم النفس
“المغرب اليوم بات يهتم بالجانب النفسي وهذا مؤشر إيجابي”، تقول حفصة السنوسي، مؤكدة أن شعبة علم النفس مطلوبة بشدة ومجموعة من الطلبة هم اليوم مستقبل أخصائيين نفسيين، في ظل الحاجة المتواصلة لهذه المهنة التي تقدم علاجا مرتبطا بشكل رئيسي بالواقع وما يحوم حوله من مشاكل”.
وأشارت حفصة السنوسي، إلى أنه من الضروري على الطلبة اليوم تقاسم المعلومة ومحاولة الإنقاذ سواء بنشر المعلومات أو البحث عن جمعيات تسهل طريق الوصول إلى الحالات التي هي بحاجة فعلا للعلاج النفسي والدعم النفسي. وبخصوص سوق الشغل، أكدت الأخصائية النفسية أنه “موجود ويجب فقط تعزيز الحركة والتوعية من خلال الانخراط الفعال داخل المجتمع”.
ويبدو أن أهمية الدعم النفسي وعلاج الصحة النفسية داخل المجتمع المغربي بدأ يجد ملاذا آمنا في ظل الوعي الذي لحق المجتمع، فهو جزء مهم ولا يتجزأ من الصحة العامة، ولا تكتمل الصحة دون الصحة النفسية، التي تشمل السلامة العاطفية والنفسية والاجتماعية، والتي تؤثر في طريقة التفكير والشعور والعمل والتواصل مع الآخرين، حيث يتم الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر من كل عام، بهدف رفع مستوى الوعي بقضايا الصحة النفسية حول العالم، وتكريس الجهود لدعم المعالجة النفسية.