بعد التوقعات الأخيرة التي رافقت الزيارة الرسمية لجون لوك ميلونشون، زعيم المعارضة الفرنسية ومؤسس حزب “فرنسا الأبية”، بخصوص التأثيرات السياسية لهذه الزيارة على مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية، أكد أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي لحسن أقرطيط، أن هذه الزيارة لن يكون لها أثر على العلاقات المغربية الفرنسية، على اعتبار أن الأزمة مع فرنسا هي أزمة مع الحزب الحاكم، خصوصا مع الجناح السياسي الذي يمثله الرئيس إيمانويل ماكرون داخل الدولة الفرنسية.
مواقف مهمة
وأضاف لحسن أقرطيط، في اتصال مع موقع “آش نيوز”، أن زيارة جون لوك ميلونشون تعد زيارة مهمة جدا، على اعتبار أنه من خلال المواقف التي عبر عنها في المغرب خصوصا موقف الدعم لقضية الصحراء، ولمبادرة الحكم الذاتي، هو يعكس موقف جزء كبير من الطبقة السياسية الفرنسية.
وتابع قائلا، “هذا يعتبر مهم بالنسبة للمملكة المغربية على اعتبار أن العلاقة التي كانت دائما بين المغرب وفرنسا، هي علاقة شراكة تاريخية وعلى اعتبار أن المغرب شريك تقليدي لفرنسا”.
واستطرد المحلل السياسي كلامه قائلا، “موقف ميلونشون، هو موقف متزن متوازن، على اعتبار أنه يأخذ بعين الاعتبار الشراكة التاريخية مع المملكة المغربية، ويأخذ بعين الاعتبار، المصالح الفرنسية الاستراتيجية وهو حقيقة الأمر الشيئ الذي يغيب في المقاربة التي اعتمدتها الرئاسة الفرنسية في شخص ماكرون، الذي لازال يتشبث بمبدأ التوازن في العلاقة بين المغرب والجزائر، وبالتالي لازال موقفه غير واضح فيما يتعلق بدعم مغربية الصحراء”.
محاولات للإضرار بالمملكة
وأبرز المتحدث نفسه، أن المغرب ينتظر أن تنخرط فرنسا في هذه الدينامية ليس فقط من خلال تصويتها لقرارات مجلس الأمن كقرار 26 54، بل إن المملكة المغربية تنطلق من أساس واحد على أن فرنسا هي حليف تقليدي، وبالتالي موقفها يجب أن يكون موقف أقوى من دول أخرى.
واستنكر لحسن أقرطيط جناح ماكرون السياسي، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي ارتكب أخطاء كبيرة فيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية مع المغرب، حيث كان هناك تحرش كبير من قبل الإعلام الفرنسي المحسوب على الرئاسة الفرنسية، وكانت هناك محاولات للإضرار بالمملكة من داخل المجلس الأوروبي، وهو حقيقة ما لا يعتبر سلوك بناء من أجل الحفاظ على علاقة الشراكة مع المغرب.
وشدد المحلل السياسي، على أن المغرب يراهن على مواقف الطبقة السياسية الفرنسية ومنها المواقف التي عبر عنها ميلونشون أثناء زيارته للمغرب وموافه شخصية، كالموقف الذي عبر عنه كذلك الوزير الأول الفرنسي السابق إدوارد فيليب، بالإضافة إلى العديد من المواقف التي شهدها المغرب خصوصا على هامش الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة المغربية.
لقاءات مكثفة
جدير بالذكر، أن جون لوك ميلونشون، منذ حلوله في المغرب الأربعاء الماضي، قام بمجموعة من اللقاءات المكثفة التقى فيها بالعديد من الشخصيات والفاعلين السياسيين وأصحاب القرار بالمملكة، من بينهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
حيث خرج ميلونشون، بتصريحات دعا من خلالها الحكومة الفرنسية إلى التعامل باحترام مع المغرب، قائلا في نفس السياق، “فرنسا لا بد أن تطوي صفحة العجرفة والتعالي والنظر إلى الآخرين من البرج العاجي”.