في الوقت الذي تتقاطر فيه المبادرات العربية لدعم الفلسطينيين والتنديد بالقصف المتواصل على قطاع غزة، خرجت الجزائر، مرة أخرى لتغرد خارج السرب، وتعلن استضافتها لمباريات منتخب فلسطين في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا، في مبادرة أثارت موجة من السخرية في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

واستحضارا للمثل المغربي “الناس في الناس والقرعة في مشيط الراس”، تمخضت الاجتماعات الماراطونية لتبون و شنقريحة، عقب السخط الشعبي الكبير عن صمتهم عما يقع بفلسطين، قرارا محتشما لا يمت بصلة للشعارات الفضفاضة التي تغنوا بها طيلة السنوات الماضية بخصوص دعمهم للقضية الفلسطينية، ولجأوا للرياضة مفرا من جنبهم القيادي، في الوقت الذي تشهد فيه غزة حربا ضروسا، آخر هم منكوبيها كرة القدم.

سخرية واستهزاء

وتعليقا على الخبر الذي تناقلته منابر الكابرانات، منذ مساء أمس الأحد 15 أكتوبر 2023، مطبلة كعادتها لهذه “الخطوة الشجاعة”، قال أحد النشطاء “الفلسطينيين باقا خاصاهم غير كرة القدم.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”، وأضاف آخر “يقمعون الشعب الجزائري حتى لا يتضامن مع فلسطين.. ولا مظاهرة خرجت بالجزائر ضد إسرائيل. في نفس الوقت تعلن أبواق العسكر أن الجزائر ستستضيف مقابلات منتخب فلسطين في الجزائر!! واووو، هل فلسطين تحتاج إلى مباريات كرة القدم في هذه الظروف الصعبة. كفى يا كابرانات فرنسا من المتاجرة بالقضية”.

وأكد متتبعون للشأن السياسي، في تغريدات على موقع إكس، أن نضالات الجزائر لنصرة فلسطين لا تتعدى تدوينات فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، وقال أحدهم “آش خصك يا مسكين؟ الخاتم يا مولاي! ‏والله أصبحت مقتنعا بما ليس فيه أدنى شك أن جماجم قياد الجزائر كلها مخرومة”.

مبادرة تاريخية

وجاء في بيان للاتحاد الجزائري لكرة القدم على موقعه الرسمي، أمس الأحد، أنه “تنفيذا لتوجيهات السلطات العليا للبلاد وبناء على طلب من رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، قررت الجزائر استضافة كل مباريات المنتخب الفلسطيني لكرة القدم بتصفيات مونديال 2026، وكأس آسيا 2027، والتكفل بكل التكاليف المتعلقة بهذه الأحداث الرياضية”.

مسيرة مليونية بالرباط

بالمقابل، تظاهر المغاربة، أمس الأحد، في مسيرة مليونية بالرباط، رفعوا خلالها شعارات منددة بالقصف المتواصل على قطاع غزة وأعلنوا تشبثهم بالقضية الفلسطينية، شأنهم شأن العديد من الدول العربية كالعراق والأردن والبحرين وتونس.