لا يكاد الجدل يهدأ بخصوص فشل مشروع قرار صاغته روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي يدعو إلى وقف النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة، ما بات يؤرق الكثير بالتفكير في مدى غطرسة إسرائيل وتجاوزها للقوانين الدولية في هذه الحرب.
قوة إسرائيل
وفي هذا السياق، كشف عبد الحق الصنايبي، الخبير في الشؤون الإستراتيجية والأمنية، في حديثه ل”آش نيوز”، أن الوضع يتفاقم وليس بالصورة التي من الممكن ان يتصورها البعض، والتي يمكن ترويجها خاصة في ظل قوة دولة إسرائيل باعتبارها أقوى دولة من ناحية الاستخبارات ومن ناحية التكنولوجيا والتصنت والمتابعة وبأن جميع الدول، حتى الاتحاد الأوربي، كلها تقتني من تل أبيب المعدات الخاصة بالتصنت والمتابعة والاستخبارات.
وأضاف عبد الحق الصنايبي، أنه من خلال ما نرى، يبدو أنه سيناريو خطير جدا وكان مهيئا له من قبل، على اعتبار أن فلسطين مقسومة بين سلطتين تكاد تكون لها علاقة خاصة، سلطة حماس في غزة، والسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمد عباس في رام الله.
حكومات متطرفة
وندد عبد الحق الصنايبي، بأفعال الحكومات المتطرفة بإسرائيل، مؤكدا أنها حكومات متطرفة لا تؤمن ببقاء العنصر الفلسطيني فوق الأراضي الفلسطينيـة، وتابع قائلا، في الاتصال نفسه: “أعتقد بأن هذا التطرف حاول أن يخلق تطرفا آخر من قبل حماس، فتم استغلال هذا العمل. والآن مجموعة من الدول ترى في حماس أنها مصدر تطرف وليس الحكومة الإسرائيلية”.
وأبرز الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، أنه لا يمكن تصور أن الأمر يتعلق بفعل وردة فعل، لكن يمكن القول إن الأمور محضر لها سلفا لأنها كانت واضحة، وبالتالي، “أعتقد أيضا بأن ما يقع اليوم هو محاولة لإجلاء الغزاويين إلى صحراء سيناء ومحاولة الدخول في مفاوضات مع مصر لإعطائها جزءا من غزة. وهذه مطالب قديمة من مصر على غزة في محاولتها ضم الضفة الغربية”.
تواطئ دولي
ووفق وسائل إعلام دولية، فمنذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حماس على تل أبيب، كشف جل دول الغرب انحيازهم التام لإسرائيل، وأعلن زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا “دعمهم الثابت والموحد” لإسرائيل في هجومها على غزة، كما انهالت الآلة الإعلامية لتلك الدول كي تشيطن الفلسطينيين، مستخدمة في ذلك حتى الأخبار الزائفة.
ومن ناحية أخرى، نشأ بالتوازي مع هذا الخطاب المنحاز، خطاب آخر متعاطف مع الشعب الفلسطيني، عبّر عنه عدد من السياسيين الأوروبيين، على الرغم من التضييقيات التي تعرضوا لها، كما اتسعت رقعة المسيرات التضامنية مع فلسطين في الدول الغربية، وأصبح النشطاء ينضمون أكثر للتعبير عن هذا الموقف.