تشهد منطقة الشرق الأوسط، منذ أيام، سباقا خفيا للقوى العظمى التي تعمل بشتى الطرق على تعزيز حضورها، تحسبا لأي توسع محتمل لرقعة حرب غزة. وعلى غرار أمريكا، التي وزعت قواتها العسكرية بالمنطقة، دعما لإسرائيل، أرسلت الصين 6 سفن حربية إلى مياه الشرق الأوسط، فيما أعلنت روسيا جاهزية جيشها للقتال ضد أي هجوم أمريكي محتمل على أراضيها. فهل نحن فعلا أمام بوادر حرب عالمية ثالثة؟
غزو وشيك لغزة
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت 21 أكتوبر 2023، تكثيف الضربات الجوية استعدادا للمرحلة القادمة من العملية ضد قطاع غزة، في خطوة تنذر بغزو بري وشيك.
وقال دانيال هاجاري، المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي: نحن بحاجة للدخول في أفضل ظروف ممكنة، وهذا ما نقوم به الآن مع اقتراب المرحلة القادمة من الحرب، مضيفا: ابتداء من اليوم، سنزيد الضربات ونقلل المخاطر على قواتنا خلال المراحل القادمة، لذلك أمرنا مدنيي قطاع غزة بالابتعاد نحو الجنوب، كي يتجنبوا أكثر مشاهد الحرب دموية.
وتحشد إسرائيل دبابات وقوات قرب السياج الحدودي حول قطاع غزة استعدادا لاجتياح بري مزمع بهدف القضاء على حماس، بعد عدة حروب غير حاسمة منذ وصول الحركة إلى السلطة في القطاع سنة 2007.
وأمام التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق، تتزايد المخاوف من أن حزب الله قد يدخل الصراع بشكل كامل، مع تكهنات واسعة النطاق بأن المجموعة الشيعية شبه العسكرية المسلحة والمدعومة من إيران، مستعدة لشن هجوم كامل على شمال إسرائيل في حال ما إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على قطاع غزة.
عتاد عسكري أمريكي
أرسلت الولايات المتحدة، اليوم الأحد 22 أكتوبر 2023، مزيدا من العتاد العسكري إلى منطقة الشرق الأوسط، في وقت تواصل فيه إسرائيل قصف أهداف في غزة واستهداف مناصري حماس في لبنان وسوريا.
وقال لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، إن واشنطن سترسل المزيد من العتاد العسكري إلى الشرق الأوسط دعما لإسرائيل وتعزيزا للموقف الدفاعي للولايات المتحدة في المنطقة بعد التصعيد الأخير من إيران والقوى التي تعمل بالوكالة، في إشارة إلى حزب الله والفصائل الفلسطينية المسلحة.
وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة سترسل المزيد من معدات الدفاع الجوي بما يشمل أنظمة (ثاد) المضادة للأهداف، التي تحلق على ارتفاعات عالية، وفرقا إضافية من أنظمة باتريوت للدفاع الجوي إلى الشرق الأوسط وستجهز المزيد من القوات.
وسبق وأن أرسلت الولايات المتحدة، في الأسابيع القليلة الماضية، قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط، تشمل حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما وحوالي ألفين من قوات مشاة البحرية.
توغل صيني استباقي
كشفت صحيفة “سوت شاينا مورنينغ بوسط“، نقلا عن بيان لوزارة الدفاع الصينية، أن ما يصل إلى ست سفن حربية صينية كانت تعمل في الشرق الأوسط خلال الأسبوع الماضي، من بينها فرقة البحرية الصينية رقم 44، التي شاركت في عمليات روتينية بالمنطقة وأمضت عدة أيام في زيارة إلى عمان، ثم تحركت، أمس السبت 21 أكتوبر 2023، إلى وجهة غير معلومة.
وأوردت صحيفة ديلي إكسبريس الأمريكية، تصريحا للرئيس الصيني شي جين بينغ، قال فيه إن الأولوية القصوى الآن هي وقف إطلاق النار بغزة في أقرب وقت ممكن، لتجنب توسع الصراع أو خروجه عن نطاق السيطرة والتسبب في أزمة إنسانية خطيرة، فيما حثت وزارة الخارجية الصينية جميع المواطنين الصينيين على مغادرة إسرائيل في باقي الرحلات الجوية متاحة.
وفي الوقت التي تزعم فيه الصين أن تحركاتها بمياه الشرق الأوسط روتينية، أكد محللون أن توغلها في المنطقة ليس إلا خطوة استعراضية لنفوذها أمام أمريكا، واستباقية لأي سيناريو محتمل في ظل توتر العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب حرب أوكرانيا، حيث اصطفت إلى جانب روسيا.
روسيا على أهبة الاستعداد
بدورها، كثفت روسيا أنشطتها في سماء سوريا، فيما أكد الجنرال الروسي أندريه جوروليوف، أن الأميركيين يحاولون جر الشرق الأوسط إلى الحرب، وأن جيشهم خطط لكل شيء منذ فترة طويلة، وحدد جميع الأهداف، مؤكدا أن بوتين يراقب تطور الأحداث ويبقي الجيش في جاهزية للقتال.
وقال أندريه جوروليوف: أعتقد أن الموضوع الرئيسي هو وجود مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط. على متن هذه السفن، وفقا لحساباتي، هناك ما يقرب من 750-800 صاروخ توماهوك، قد تستهدف مساحة لا بأس بها من الأراضي الروسية. بالمقابل، جهز رئيسنا طائرات ميغ-31 المزودة بصواريخ “كينجال” لتكون مستعدة للخدمة.. هناك مجموعة من الإجراءات القائمة لردع المعتدي الأمريكي عن التفكير في مهاجمة روسيا. أمامنا مجموعتان من حاملات الطائرات الأمريكية، مجهزة، وقادرة على ضرب أهداف على أراضينا، فهل ينبغي لنا أن نقف مكتوفي الأيدي؟ لا ولذلك جهزنا صاروخ “كينجال” القادر على ضرب أي سفينة حربية أمريكية.
التعليقات 0