قال المحلل النفسي والاجتماعي، أبو بكر حركات، إن الإشكاليات القائمة اليوم حول إعادة الترميم والبناء وفك العزلة عن ساكنة الجبال، بعد زلزال 8 شتنبر 2023، تسائل المعنى الحقيقي للعزلة بالنسبة لهذه الفئة من المواطنين، والمرتبطة أساسا بإحساسهم بالنفي مقارنة بسكان المجالات الحضرية.
الشعور بالدونية
وأوضح حركات، في اتصال مع “آش نيوز“، أن قصور الدولة في سد حاجيات ساكنة الجبال، هو السبب الرئيسي وراء العزلة التي يشعرون بها بمفهومهم الخاص، ناهيك عن نمط عيشهم المختلف بفعل الظروف الطبيعية التي يعيشون فيها، والتي تميزهم بالتحفظ وعدم الاختلاط مع الجميع، عكس سكان السهول، الذين يجتمعون بشكل دائم.
وتابع حركات قائلا: يتميز سكان الجبال بالعمل والجد وتحقيق الاكتفاء بمحيطهم، لكن العزلة التي يعيشونها من حيث الحاجيات الأساسية، هي التي تجعلهم يحسون بالدونية. ورغم أنهم اعتادوا التكيف مع قهر الطبيعة، فإن قهر الإدارة هو الذي يغيب الفرح والسعادة عنهم، لكنهم يحاولون الحفاظ على الابتسامة في وجه الغريب لأن منطق الجبل يعودهم على خيارين: إما أن تعيش وإما ستموت.
عزلة اختيارية وقسرية
وعن واقع العزلة في المناطق المنكوبة، حددها حركات في نوعين، أولها اختيارية، والثانية قسرية أو قهرية لم يخترها الشخص، وأوضح قائلا: العزلة الاختيارية تعني أن الإنسان لديه ميل طبيعي للعزلة، أما العزلة القسرية فهي مرتبطة بظروف جعلتهم ينئون عن المجتمع، وبالنسبة إلى سكان المناطق الجبلية، فالتضاريس الجغرافية هي التي تجعلهم متفرقين، وتمنع وجود تجمعات كبيرة.
قصور وزارة التجهيز
ومنذ زلزال 8 شتنبر، الذي عرى واقع العزلة بعدد من المناطق الجبلية بالمملكة، تسابق عدد من كبار المنتخبين على الإشارة بأصابع الاتهام لوزارة التجهيز والنقل، منتقدين قصورها في فك العزلة عن متضرري الزلزال، ومشددين على ضرورة التفكير في إجراءات استعجالية لمنع أي صعوبات في حال تكرر سيناريو الكوارث الطبيعية بتلك المناطق.
وسعيا لتحقيق ذاته، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، نيابة عن نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اتخاذ مصالح الوزارة، طبقا للتعليمات الملكية، تدابير وإجراءات تهم البنية التحتية والمائية، مع العمل على تقييم حجم وطبيعة الأضرار والتدخلات التي يجب القيام بها لضمان استمرار حركية السير.
إجراءات حكومية
وأضاف مزور أن الحكومة قامت، منذ الساعات الأولى للزلزال، بتعبئة إمكانيات بشرية ولوجستيكية مهمة لتسريع الوصول إلى الدواوير المنكوبة، مع تفعيل مركز القيادة لتجميع المعلومات حول حالة الطرق المتضررة.