يستحق فيلم “أبي لم يمت” للمخرج عادل الفاضلي أن يعرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته المقبلة المنعقدة من 24 نونبر الجاري إلى 2 دجنبر المقبل 2023، لكن لجنة اختيار الأفلام المعروضة خلال الدورة العشرين، كان لها رأي آخر وبرمجت عرض الفيلم ضمن فقرة “بانوراما” السينما المغربية.

أفيش فيلم “أبي لم يمت”

سينما مغربية

استثناء فيلم “أبي لم يمت” من المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، غير مفهوم. فالعمل السينمائي الأول للمخرج عادل الفاضلي يستحق أن يكون ضمن الأفلام التي تتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان، الذي ينظم على أرض المغرب، وكان الهدف من تنظيمه وإنشاءه، بإرادة ملكية، دعم صناعة السينما في المغرب والانتصار للمواهب المغربية الواعدة في المجال، إلى جانب منح إشعاع سياحي وسينمائي لبلادنا. لذلك أنشأت جائزة المدارس، التي كان يحظى الفائز بها بدعم مادي عبارة عن هبة من الأمير مولاي رشيد، من أجل إخراج فيلمه الثاني.

معايير سينمائية

فيلم “أبي لم يمت” عانى الكثير من الصعوبات الإنتاجية قبل أن يخرج إلى الوجود، بصيغة تحترم معايير السينما مثلما هو معمول بها عالميا، وكان الأجدر بالقائمين على اختيار الأفلام المرشحة للمنافسة على النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن يأخذوا هذا المعطى بعين الاعتبار، علما أن العمل لن يختلف أحد على جودته وجماليته وقوته، والدليل احتكاره لخمس جوائز هامة في المسابقة الرسمية للفيلم الوطني بطنجة، إلى جانب الجائزة الكبرى، اللهم إن كانت هناك معايير أخرى تؤخذ في الحسبان.

طاقم فيلم “أبي لم يمت”

إبداع سينمائي

لقد سبق لأفلام مغربية أن شاركت في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورات سابقة رغم أنها لم تكن في المستوى السينمائي المطلوب، مما أدى بالمتابعين إلى دعوة القائمين على المهرجان إلى استثناء الفيلم المغربي من هذه المسابقة إذا كان لا يحترم المعايير المطلوبة. إذ ليس مهما بالضرورة عرض فيلم مغربي فقط لأن المهرجان يقام بالمغرب. لكن حين يتعلق الأمر بإبداع سينمائي مغربي حقيقي يشرف السينما المغربية ويمنحها الإشعاع المطلوب، فحينها يصبح الأمر واجبا وطنيا بدون أدنى شك.