غالبا ما يرتبط مصطلح الوحدة بشعور الحزن واليأس، إلا أن الوحدة يمكن أن تتجاوز هذه المعادلة الشعورية وأن تصل للموت، وهذا ما أكدته دراسة حديثة عنونت هذه الحالة باسم “الوحدة القاتلة“، مؤكدة أن الشعور بالوحدة ليس مجرد حالة عاطفية، بل يمكن أن يذهب أبعد من ذلك وربما يشكل مسألة حياة أو موت.
العزلة الاجتماعية
وأكدت الدراسة التي نشرها موقع ” Wall Street Journal“، أن التأثير العميق للعزلة الاجتماعية ساهم في رفع معدل الوفيات، مشيرة إلى وجود علاقة بين الوحدة والعزلة الاجتماعية وزيادة خطر الوفاة لأسباب مختلفة.
وأكد المصدر ذاته، أن الأفراد الذين يعانون من الوحدة التي تحددها عوامل مثل قلة زيارات العائلة والأصدقاء والعيش بمفردهم والافتقار إلى الأنشطة الجماعية الأسبوعية، يواجهون خطرا مرتفعا للوفاة لأي سبب.
وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة غلاسكو، ونشرت في مجلة BMC Medicine أن الوحدة لا تتعلق فقط بالشعور بالوحدة، فهي تشمل عدم القدرة على الثقة في رفيق مقرب والتفاعلات الاجتماعية النادرة، وعدد من الاضطرابات العاطفية.
اكتئاب وعجز عن النوم
وتابعت الدراسة، التي نشرها موقع “العربية” أيضا نقلا عن المصادر المذكورة، أن عواقب الوحدة تمتد إلى ما هو أبعد من الاضطراب العاطفي، حيث تسهم في مجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك القلق وأمراض القلب والخرف، كما أكدت أن الذين لم تتم زيارتهم من قبل العائلة والأصدقاء مطلقا، يزيد خطر الوفاة لديهم بنسبة 37 في المائة، مقارنة بأولئك الذين يقومون بزيارات يومية.
وأشارت الدراسة إلى أن الشعور بالوحدة يؤثر على الصحة العقلية والنفسية للفرد، إذ أن الشعور المستمر بالوحدة يحفز على ظهور مشاعر الفرد السيئة تجاه حياته ككل، وقد يسبب له هذا الشعور بالاكتئاب، إضافة إلى زيادة الوزن كأحد أضرار الوحدة على الصحة، حيث تزداد فرص كسب الوزن الزائد بسبب أن الوحدة قد تجعل الفرد يأكل أكثر من المعتاد.
هذا إضافة إلى مشاكل النوم، فقد يصبح الشخص المعني أكثر ميلا للتقلب في السرير ليلا، عاجزا عن النوم عند شعوره بالوحدة، أو قد يواجه صعوبات في القدرة على الحصول على قسط كاف من النوم يوميا.
التعليقات 0