إلى كل رجل: عيدا سعيدا في يومك العالمي 19 نونبر 2023، الذي تثار فيه عدة مواضيع مرتبطة بالرجال، من بينها نقاش الألفية الثالثة حول تراجع دورهم التقليدي في المجتمع، بين الماضي والحاضر.
“ملصقات” ترافق الرجل
و في هذا السياق، تقول الأخصائية النفسية، إحسان بوهنيد، نقلا عن سيمون دوبوفوار: نحن لا نولد نساء بل نصبح كذلك، وكذلك الحديث عن الرجال أيضا، فالمجتمع يلعب دورا محوريا في توزيع ملصقات الأدوار، التي يجب أن يلعبها كلا الجنسين في مجتمعنا.
وفي تصريح خصت به “آش نيوز“، أضافت الأخصائية أن التغيير المرن الملاحظ في سلوك الرجل المغربي ما هو إلا تغيير في دينامية المجتمع ككل، من الماكرو إلى الميكرو، وهذا راجع، على حد قولها، إلى ارتفاع درجة الوعي مقارنة مع ما كان سائدا في القرن الماضي.
تأثير الطفولة
وتابعت بوهنيد، حديثها قائلة: إذا أردنا تحليل سلوك مساعدة الزوج لزوجته مثلا، سنجد أن منطلق الوعي لديه مرتبط بمرحلة الطفولة، حينما كان يلاحظ مجهودات أمه في أعمال المنزل، وتحثه على المساعدة فيها وتقديم يد العون. هذا الطفل سيصبح هو نفسه الزوج المسؤول الذي لا يجد أن المساعدة وتقاسم الأعمال المنزلية مع الزوجة ينقص من فحولته شيئا.
وأكدت المتحدثة ذاتها، أن التغيرات التي حلت على الرجل المغربي بالرغم من الاستثناءات، هي تغيرات ساهمت فيها عدة عوامل، أبرزها انشقاق العائلات النووية عن العائلات الممتدة، الشيء الذي ساهم في ترسيخ نسق ونظم جديدة، وبالتالي تصحيح مجموعة من العادات اللاعقلانية، التي تكون في بعض الأحيان ظالمة لكلا الجنسين.
المشاركة المتساوية
من جهة ثانية، تظهر العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي، التي كشفها موقع “DW“، أن عددا من الرجال حول العالم، تراجعت أدوارهم مقارنة مع النموذج التقليدي الذي يمكن أن يؤطره المجتمع أو العادات أو التقاليد، إذ أن بعض الصفات في الأدوار التقليدية عبارة عن أفكار تتوارث من جيل لجيل.
وأضاف المصدر نفسه، أن عددا كبيرا من الرجال يريدون المشاركة المتساوية في العمل الأسري، حيث أظهرت دراسة تحت عنوان “التوافق مع المستقبل” أن 48 بالمائة من آباء المستقبل يرغبون في تقسيم إجازتهم بالتساوي بعد ولادة أطفالهم.
بالإضافة إلى ذلك، يرغب 96 في المائة من الرجال الراغبين في إنجاب الأطفال، في الحصول على شهرين إلى اثني عشر شهرا من الإجازة الوالدية أو إجازة الأمومة والأبوة.