قال سعيد ناشيد، باحث في الحركات الإسلامية ورئيس مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، أن تبني حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، لخطاب خالد مشعل، قيادي حركة حماس، الذي دعا الشعب المغربي إلى مخاطبة قيادته من أجل وقف التطبيع مع إسرائيل، (تبنيها) يثبت مرة أخرى أن التزاماتها ليست وطنية بل دولية، تتجاوز حدود المصالح العليا للوطن.
وأبرز ناشيد، في اتصال مع موقع آش نيوز، أن التصريحات الأخيرة لمشعل، وغيره ممن يمثلون الجناح السياسي لقوى إقليمية لها مصلحة في عدم استقرار المغرب، ليست إلا صرخة في الفراغ، لا يتوقع أي عاقل أن يكون لها استجابة، بل نتائج عكسية.
الفوضى الخلاقة
وتابع الباحث المغربي في الفلسفة والإصلاح الديني، أن المغرب يوجد على مرمى نيران القوى المذكورة، التي تستهدف شبابه لاعتبارات تاريخية وسياسية، عبر خلط الأوراق وإحداث ما يسمى بالفوضى الخلاقة، مؤكدا سعيها لاستقطابهم من خلال مخاطبتهم على لسان أذرعها، بغرض الاستفادة من ذكائهم وطاقاتهم.
سعي وراء ذكاء المغاربة
في السياق نفسه، استدل ناشيد، بالسعي المتواصل للمتطرفين الدواعش في العراق وسوريا، إلى استقطاب وتجنيد الشباب المغاربة، ليس لأنهم متطرفين، على حد قوله، بل لتمتعهم بنوع خاص من الذكاء قليلا ما تتوفر عليه الشعوب الأخرى، داعيا إلى استثمار قدراتهم بالمملكة وعدم ترك كل من هب ودب يخاطبها لاعتبارات بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن.
تحريضات فاشلة
وعن الدوافع الخفية للمظاهرات الخارجة عن سياق نصرة فلسطين، والداعية إلى وقف التطبيع مع إسرائيل، أكد المتحدث ذاته أنها لم تصل إلى المستوى التحريضي الذي كان ينتظره محركوها الخارجيون، والمتمثل في ثورات لطالما دعت إليها خطاباتهم، بل ظلت محصورة في إطار معقول لا يخرج عن النظام العام.
الإسلاميون وغلة التطبيع
واستدرك ناشيد حديثه قائلا : “هناك الكثير من النفاق في مضامين هذه المظاهرات، التي يدعو إليها الإسلاميون، فقد وقعوا على التطبيع أمسا لأنهم كانوا ينتظرون الغلة، وينتقدونه اليوم بعدما فاتتهم.. ينطبق عليهم المثل القائل: يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي”، مشيرا إلى أن المغاربة لاحظوا هذه المفارقة الجلية، لذلك فقدوا حماسهم للمشاركة في هذا النوع من الوقفات، رغم تعاطفهم، الذي لا محيد عنه، مع الشعب الفلسطيني.
دعوة للجهاد والقتال
جدير بالذكر أن خالد مشعل، قيادي حركة حماس، الذي استضافته عن بعد حركة “الخوانجية”، أول أمس الأحد 19 نونبر 2023،في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني ودعما للمقاومة في قطاع غزة، اعتبر أن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل كان خارج السياق الطبيعي لدولة محترمة، وأن وقفه سيكون نصرة حقيقية للفلسطينيين وضغطا على الاحتلال والدول الداعمة له.
ودعا مشعل، المغاربة، إلى مخاطبة قيادة بلدهم لقطع العلاقات ووقف التطبيع مع إسرائيل، مع الخروج للميادين وتنفيذ اعتصامات ومسيرات في كل وقت وحين، والجهاد والقتال كما فعل المخترع التونسي الزواري مصنع طائرة درون التي يستخدمها مقاتلو حركة حماس في حربهم ضد إسرائيل.