أكد عدد من الخبراء والمهنيين، أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بلغ حدوده النهائية وأصبح يحتاج إلى إعادة تفكير ومراجعة وطرح العديد من الأسئلة حول مستقبله، ليستعيد بعضا من “البريستيج” الذي فقده على مر الدورات.

برود ولامبالاة

وقال مهنيون، تحفظوا على الكشف عن هوياتهم، إن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وصل دورته العشرين فاقدا إشعاعه تماما، وبلغ مرحلة من البرود واللامبالاة، فالجمهور الذي يحضره تراجع عدده مقارنة بدورات سابقة، والرأي العام يتجاهله تقريبا، بل إنه لم يعد موضوع حديث حتى في مقاهي المدينة أو في مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما كان عليه الحال في دوراته الأولى السابقة.

أما بالنسبة إلى هيمنة وسيطرة الفرنسيين على المهرجان، وتهميش الكفاءات المغربية، فاعتبر المهنيون أنفسهم، في اتصال مع “آش نيوز”، أنها إشكال حقيقي،  متسائلين كيف لمهرجان مرت عليه عشرون سنة دون أن يتمكن من نقل خبرة التنظيم والإدارة إلى المغاربة؟ أما إذا اكتسبوا خلال الدورات السابقة الخبرة اللازمة، فلماذا لا يستعين المهرجان بكفاءاتهم؟

واجب وطني

وأشار المهنيون أنفسهم إلى أن الانفتاح على الأجانب عموما، وليس الفرنسيين فقط، مسألة محمودة، لكن منح الفرصة للمغاربة واجب وطني على مهرجان يقام على أرض مغربية وبدعم ملكي وبتمويل من ميزانية الدولة، إذ استفاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته 19، من أكثر من مليار سنتيم (11 مليون درهم)، ومنحته لجنة دعم تنظيم المهرجانات حصة الأسد، في الوقت الذي استفاد أكثر من 50 مهرجانا من 1.6 مليار سنتيم موزعة عليها بأكملها، دون أن يستجيب لشروط منح هذا الدعم، وعلى رأسها تعزيز مهنية المهرجانات السينمائية وتحسين مستوى تنظيمها، وهي المسألة التي تراجعت على مر الدورات بالنسبة إلى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إضافة إلى تطوير جاذبية المهرجانات السينمائية وإشعاعها على الصعيدين الوطني والدولي، وهو الإشعاع الذي فقده هذا المهرجان تماما.

تظاهرة وطنية

واقترح المهنيون أنفسهم، أن يتم تحويل المهرجان إلى تظاهرة وطنية للسينما، لأن شروط مهرجان دولي لا تنطبق عليه بتاتا، لا على مستوى الأفلام التي تشارك في مسابقته الرسمية، ولا على مستوى تصنيفه بين المهرجانات السينمائية الدولية ضمن فئة “أ”، دون الحديث عن غياب النجوم العالميين الكبار في فعالياته التي تستمر لحوالي 10 أيام، إذ باستثناء بعض الدورات السابقة، خاصة في سنواته الأولى، لم يعد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يستقبل فنانين كبارا ومعروفين لدى الجمهور، اللهم بعض الأسماء القليلة التي تكاد تعد على رؤوس الأصابع، وأكثرها أسماء مكررة تحضر بشكل منتظم، قد تكون منحت إشعاعا للتظاهرة عند حضورها أول مرة، لكن ملها الجمهور والمتابعون والمهنيون بعد تكرر حضورها دون غيرها.