Site icon H-NEWS آش نيوز

ظاهرة “الحريك” تعود من جديد وهذا ما قاله محللون بشأنها

حريك

عاد النقاش حول هجرة الشباب المغاربة بطريقة سرية للبلدان الأوروبية (الحريك)، مجددا إلى الواجهة، إذ عبر عدد من الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي عن رغبتهم الملحة في الهجرة السرية في ظل الأزمة الاقتصادية التي عرفها المغرب في الفترة الأخيرة. وهذا ما أكده المحلل الاجتماعي والنفسي، أبو بكر حركات، مبرزا أن ظاهرة الهجرة السرية موجودة دائما في المغرب وسبب بروزها مجددا يعود لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى.

هجرة المدن

وأفاد أبو بكر حركات، في اتصال ب”آش نيوز”، أن المغرب خلال السنوات القليلة الماضية، شهد مجموعة من التغيرات الاجتماعية، من بينها الجفاف، الذي تسبب في تضرر عدد كبير من الفلاحين وسكان البوادي، ما جعل شباب القرى يفكرون أولا في الهجرة نحو المدن، قبل أن يوجهوا أنظارهم نحو بلدان أوربا القريبة، بعدما عايشوا قساوة الحياة في المدينة.

وتحدث أبو بكر حركات، عن “سماسرة الوهم”، معتبرا أنهم الأشد خطورة، لأنهم يبيعون الأوهام لشباب في مقتبل العمر من أجل الهجرة السرية و”الحريك“، ليجدوا أنفسهم ضحية عملية نصب، أو، في حال ما تمكنوا من الهجرة فعلا، ينصدمون بواقع البلدان الأوروبية التي تعيش هي الأخرى أزمات متتالية في الوقت الراهن.

سوق الشغل

وربط أبو بكر حركات، في الاتصال نفسه، أسباب الرغبة في “الحريك”، بمعدل البطالة وفرص العمل الضئيلة، مشيرا إلى أن “النمو الاقتصادي لبلادنا محدود، والتكوين ليس دائما ملائما لمتطلبات سوق الشغل”. وتابع “الشباب اليوم لديهم متطلبات كثيرة، أغلبها يكون متأثرا بالمحيط الخارجي ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت دافعا رئيسيا مؤديا إلى الرغبة في الهجرة، فالشاب اليوم غير راض على واقعه، ويجد في الحلم الأوربي الملاذ الآمن، لكنه حين يتذوق مرارة المعيشة خارج بلده، يندم على قراره في أغلب الأحيان”.

من جانبه، يرى محمد جدري، الخبير الاقتصادي، في اتصال مع “آش نيوز”، أن ظاهرة هجرة الشباب، سواء بطرق شرعية أو غير شرعية، ورغبتهم في “الحريك” بدأت منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مبرزا أنها “انخفضت فعلا خلال السنوات الماضية، بعد أن قام الاتحاد الأوربي بمجموعة من الإجراءات التي تحارب الهجرة غير الشرعية، لكن المغاربة ظلوا دائما يبحثون عن ملاذ آخر للعيش، خاصة في بلدان مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا”.

Exit mobile version