أجمع المهنيون الحاضرون اليوم (الخميس) في المنتدى الجهوي للسياحة والسينما بورزازات، على التراجع الكبير والتدهور الذي تعرفه وضعية جهة درعة تافيلالت، على مستوى البنيات التحتية السياحية واستقطاب السياح، سواء على المستوى الوطني، أو القادمين من الخارج، رغم تمتع المنطقة بمؤهلات طبيعية وثقافية وتراثية تجعل منها واحدة من أهم الوجهات السياحية في المغرب.
مقاربة تشاركية
وأكد يحيى العباسي، ممثل المجلس الجهوي للسياحة، في مداخلته بالمنتدى الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت، ضرورة البحث عن مقاربة تشاركية يجتمع حولها جميع الفاعلين في القطاع من أجل العمل على “البرانديغ” والتسويق الجيد للجهة، استنادا على الهوية الثقافية للمنطقة، مضيفا أن التسويق لا يمكن أن ينجح بدون وجود بنية تحتية مهمة تساعد على ذلك، فحتى إذا تمكنت المنطقة من استقطاب السياح، فهي لا تجد أين تأويهم في ظل وضعية الفنادق الموجودة، والتي أقفل عدد منها، وتعيش أخرى وضعية كارثية، محذرا من الأثر السلبي على سمعة الوجهة، الذي قد تخلفه زيارات السياح إلى المنطقة، في حال ما إذا قضوا تجربة غير جيدة ولم يكونوا راضين عنها.
استقطاب ضعيف
من جهته، تحدث محمد الزهيدي، ممثل غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت، في مداخلته، عن التراجع الكبير الذي عرفته وضعية السياحة في المنطقة، خاصة في فترة الجائحة، وعن ضعف ليالي المبيت في الجهة مقارنة بجهات سياحية أخرى، حتى بعد انتهاء فترة “كوفيد”.
وأوضح محمد الزهيدي، أن جهة درعة تافيلالت تسجل نسبة 3.4 في المائة فقط من السياح الوطنيين، و2.6 في المائة على مستوى العائدات السياحية على المستوى الوطني، ولا تساهم سوى ب1 في المائة من الناتج الداخلي الخام للجهة، مشيرا إلى أن نسبة استقطابها للسياح ضعيفة جدا رغم مؤهلاتها السياحية الهائلة.
مؤهلات سينمائية
وأشار الحسين آيت باجا، عن لجنة الفيلم بورزازات، إلى أهمية السينما في الترويج لجهة درعة تافيلالت، التي تعرف منافسة شرسة في مجال التصوير السينمائي الأجنبي من طرف بلدان أخرى، رغم أنها تزخر بمؤهلات تجعلها ممتازة كفضاء للتصوير، مستعرضا عددا من الإنتاجات الأجنبية التي وقع اختيارها على ورزازات من أجل تصوير أفلام عالمية شهيرة.
وقال الحسين آيت باجا، في كلمته، إن السياحة والسينما مجالان متكاملان لا يستغني أحدهما عن الآخر.