تحتفي القناة الثانية، يوم الأربعاء 03 يناير المقبل من السنة المقبلة 2024، بتراث الملحون من خلال حفل فني يحمل اسم “احتفالية الملحون.. ديوان المغاربة”.
وكشف معد الاحتفالية وصاحب الفكرة، الفنان والباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي، في اتصال مع “آش نيوز”، أن فكرة احتفالية “فن الملحون.. ديوان المغاربة” جاءت بمناسبة تسجيل اليونسكو لهذا الفن الأصيل ضمن القائمة التمثيلية للتراث اللامادي الإنساني، نتيجة الجهود الحثيثة التي بذلها المغرب، لكي يجنب فن القول المغربي البليغ من آفة السطو التي ابتلي بها جيراننا، والذين قاموا بتحركات مشبوهة تروم الاستيلاء على أنماط متنوعة من التراث اللامادي المغربي، من بينها الزليج والقفطان.
موروث أصيل
وشدد عبد السلام الخلوفي، على أهمية توجيه الشكر لكل العاملين في حقل هذا الموروث الأصيل، الذين حافظوا عليه وتوارثوه، ولازالوا يمارسونه بكل حب وشغف، متوجها بالشكر إلى وزارة الثقافة التي وضعت ملف الترشيح كجهاز وصي، وكذلك أكاديمية المملكة المغربية التي قامت بإصدار أحد عشر ديوانا، والثاني عشر في الطريق، لكبار شعراء الملحون المغاربة، وقدمت مساهمة فعلية في تحضير الملف المقدم لليونسكو.
وتابع عبد السلام الخلوفي حديثه قائلا: “كإعلامي، كان واجبا علي أن ألتقط الإشارة، فحضرت حفلا احتفائيا بهذه المناسبة سيعرض على شاشة القناة الثانية يوم الأربعاء 03 يناير 2024، بمشاركة مجموعة من خيرة العازفين والمنشدين من كل معاقل الملحون بالمغرب: من تارودانت وأرفود وأزمور ومراكش وفاس وصولا إلى مكناس وسلا …، التفوا حول أحد رواد هذا الفن بالمغرب الحاج محمد الوالي، ليقدموا نماذج من قصائد خالدة في أغراض متعددة، تنطلق بالصوفي والمديح لتعرج على بقية الأغراض من “عشاقي” أي الغزل، إلى غرض الخصام الأشبه بشعر النقائض، إلى غير ذلك”.
إمتاع وتثقيف
وسيقوم الباحثان عبد المجيد فنيش ونورالدين الشماس، بتقديم إضاءات تخص هذا الفن، تاريخا وأدبا وأشكال نظم ومصطلحات وأعلاما وما إلى ذلك، مع تقديم نماذج حية من طرف المنشدين والفرقة، إذ تجمع الحلقة التي تنشطها الفنانة والمنشدة سناء مرحاتي، بين الإمتاع والمؤانسة، وبين عنصري الترفيه والتثقيف، ليتمكن المشاهدون، من أخذ فكرة وافية عن هذا الفن الأصيل، الذي يسمى فن السجية أو فن الموهوب أو الكريحة، حسب الباحث عبد السلام الخلوفي.
اعتراف عالمي
وبخصوص أهمية خطوة إدراج فن الملحون ضمن التراث اللامادي لليونيسكو، أكد عبد السلام الخلوفي، أن إدراج فن الملحون باسم المغرب ضمن القائمة التمثيلية للتراث اللامادي الإنساني، تكتسي أهمية بالغة من عدة أوجه، فالممارسون لهذا الفن لا شك سيحسون بالفخر الكبير وهم يرون أنهم يمارسون لونا ذا اعتراف عالمي، ولا شك أن هذا الأمر سيحفزهم بشكل أكبر لمزيد من بذل الجهد، والسعي لتمريره للأجيال اللاحقة، وتكوين الخلف. أما بالنسبة إلى الجهات المسؤولة عن هذه الخطوة، فستجعلهم يعيدون النظر في كيفية التعاطي مع العديد من الكنوز التي يتوفر عليها المغرب في كثير من المناطق، والتي تظل أحيانا عرضة للإهمال ولا يحظى ممارسوها بالعناية والاهتمام اللازمين.