من لا يعرف أفلطونة تيك توك، سيتعرف عليها اليوم بمناسبة تكريمها في حفل وحصولها على شهادة مقدمة باسم وزارة الثقافة، تقديرا ل”نضالها” على المنصة الصينية الشهيرة، صاحبة الشعار الأسطوري “كبسوا كبسوا”.
ومباشرة بعد الجدل الذي أثاره هذا التكريم “السبة”، بين الموسيقيين والفنانين المحترمين، الذين يطفحون الكيل من أجل إنتاج أغنية لهم، ويجولون الكباريهات والملاهي الليلية مقابل لقمة عيش لأبنائهم لا يضمنها لهم هذا المجال “المحفحف” الذي اختاروه مضطرين، وحتى “واحد ما مسوق ليهم”، خرج “ناطقون” باسم الوزارة التي يحمل حقيبتها محمد المهدي بنسعيد، ينفون عبر حساباتهم الرسمية على “فيسبوك” و”إنستغرام”، أي علاقة للوزارة بالأفلطونة، وتبعتهم مواقع إلكترونية أيضا، في الوقت الذي لم يصدر أي تكذيب أو بلاغ رسمي من وزارة الثقافة يتحدث عن ملابسات هذا التكريم وسياقه وظروفه.
العيب ليس في الأفلطونة نهائيا. فهي فرحة بتكريم “مسارها المهني” الباذخ على موقع تيك توك، مثلما فرحت قبلا بعدد مشاهديها وبانتشار فيديوهاتها وبالشهرة التي حققتها محتوياتها التي يتابعها مئات الآلاف إن لم يكن الملايين. “الله يسهل عليها وعلى غيرها”. العيب في وزارة الثقافة التي تقدم دعمها من المال العمومي للمغاربة لكل من هب ودب، دون أن يكلف مسؤولوها أنفسهم عناء التدقيق في مصير هذا الدعم وللجهة التي سيذهب إليها. فالجهة التي كرمت الأفلطونة، حصلت بالتأكيد على دعم من الوزارة من أجل إحياء هذا الحفل، واعتبرت نفسها بموجبه، مخولة لمنح شهادة تقديرية ل”الشخصية” المكرمة” باسم وزارة الثقافة التي دعمتها. ومثلها عدد كبير من الجمعيات والحفلات التي أصبحنا نسمع عنها ونقرأ أخبارها كل فترة، تنظمها نقابات تركت الملفات المطلبية الخاصة بالفنانين، وأصبحت متخصصة في تنظيم السهرات التي تشارك فيها أسماء لم يسمع عنها أحد يوما، وطبعا بعد أن استفادت من دعم الوزارة إياها، التي تفرق المال يمنة ويسارا، تفاديا لكل ما من شأنه أن يشعل عليها “فتنة” الاحتجاجات أو المشاكل، وإرضاء لجميع “الخواطر”.
لقد ارتبط اسم الوزارة، منذ أصبح على رأسها محمد المهدي بنسعيد، بالعديد من الفضائح من “طوطو” وميكري إلى الأفلطونة، و”ما زال العاطي يعطي”، فالأمور حين تسند إلى غير أهلها، فعلى الثقافة والتواصل السلام.
التعليقات 0