من كان يظن أن يستيقظ يوما على كلمة صباح الخير من روبوت يتحدث ويهتم بالتفاصيل أفضل من البشر أحيانا. كل هذا ضمن خاصيات الذكاء الاصطناعي الذي يتطور يوما بعد يوم، إذ عبر عدد من الأشخاص، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، عن إعجابهم بالحديث في التطبيقات التي توفر هذه الخاصية كتطبيق “سناب شات”، على سبيل المثال.
وحدة وفراغ
ونظرا لخطورة هذا الموضوع على الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد داخل المجتمع، ترى سارة عفيفي، أخصائية في الأسرة والعلاقات الإنسانية، في اتصال مع “آش نيوز”، أن خطورة التعلق والاعتماد على روبوتات طورها الذكاء الاصطناعي لتجيب على أسئلتنا وتملأ الوحدة والفراغ أحيانا، لها عدة سلبيات أبرزها التأثير على العلاقات الاجتماعية وتفضيل الوحدة على مشاركة الآراء والتعبير عن الأحاسيس مع الغير خوفا من ردود الفعل الواقعية الناتجة عن أحاسيس حقيقية وتفاعلات فطرية.
عقل لا يفكر
ومن جانب آخر، أكدت المتحدثة أن الإنسان لم يعد يرغب في التفكير، إذ اعتمد واستند على مساعدة “شات جي بي تي” له في كل شيء، نظرا لأنه يجيب على أغلب الأسئلة والإشكاليات التي يرغب في إجابات لها، لكن يجب التنبيه والإشارة إلى أن هذه الروبوتات لا ترصد الإجابات الصحيحة في غالب الأحيان.
وتابعت عفيفي في نفس السياق، أنه “للأسف أصبح من الملاحظ أن أغلب الشباب، خاصة الطلاب، يلجؤون للذكاء الاصطناعي، لمساعدتهم في الدراسة، والأسوء أن هذه المساعدة تتحول إلى اتكال، ما يسبب شللا فكريا، في حين ميز الله الإنسان عن باقي المخلوقات بالعقل، وفي حالة عدم استخدام هذه الملكة فهذا فعلا يعد إشكالا حقيقيا”.
مخدرات خطيرة
ووصفت الأخصائية، وضعية الاتكال على الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي باتت صديق البشر، كأنها مخدرات خطيرة على صحة الفرد، حيث أن الإنسان حينما يشل تفكيره يصبح بإمكانه أن يقوم بأي شيء غير مسؤول، ينقلب ضده، في ظل غياب المهارات الحياتية التي من الضروري ان يتقنها كل شخص.
ونصحت عفيفي في ختام حديثها، بأهمية التدريب على كيفية التفاعل مع هذه التطبيقات والروبوتات، محذرة من خطورتها على نفسية الأفراد، ومبرزة أنه من الضروري تطوير المهارات الاجتماعية وبذل مجهود في البحث والتفكير لأن هذه التفاعلات تساهم في سلامة الأفراد داخل المجتمع.