يبدو أن “الخرجة التواصلية” للمغنية دنيا بطمة، مساء أمس السبت 6 دجنبر 2024، لم تلق الردود المنشودة بقدر ما زادت طين قضيتها المحكومة بالسجن بلة، إذ تقاطرت التدوينات المحللة لتصريحاتها المثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حاملة من الانتقادات ما لا تحمله من التعاطف.
واستأثرت مقاطع البث المباشر للمطربة المغربية، الذي خرجت فيه عن صمتها بخصوص إدانتها في قضية “حمزة مون بيبي”، منذ مساء أمس، بحديث النشطاء الافتراضيين، الذين تسابقوا لرصد تضارب أقوالها واستبيان الأفكار الأساسية، التي أرادت تمريرها لحاجة في نفس يعقوب، لولا ارتباكها الجلي، الذي حول “خرجتها” إلى مادة دسمة لصيادي الهفوات.
تضارب في موقفها من القضاء
ومن أبرز المؤاخذات التي سجلها عدد من متتبعي بثها المباشر، تناقض أقوال دنيا بطمة بخصوص موقفها من القضاء، إذ حرصت تارة على الإشادة بنجاعته والتعبير عن رضاها بإدانته لها قائلة “لا كلمة فوق كلمته”، لكنها بالمقابل، اعتبرت حكمه بالسجن على شقيقتها ابتسام “ظلما وعدوانا”، وأكدت أن إدانتها “مبنية على شهادة الزور”، ضاربة بذلك مصداقية القاضي وسلطته التقديرية في تقييم الشهادات، عرض الحائط.
شهادة الزور؟
في السياق ذاته، استغرب عدد من النشطاء، عدم لجوء دفاع دنيا للطعن في “شهادة الزور المستند عليها في قرار إدانتها”، مادامت مصرة على “براءتها” مما نسب إليها من تهم، مؤكدين استناد المحكمة، بالضرورة، على قرائن وحجج تزكي الشهادة المأخوذة بعين الاعتبار.
وقال أحدهم “واش كايسحاب ليها حنا أغبياء باش نتيقو أن القضاء أدانها غير حيث شهد فيها واحد أو وحدة، راه كاينين تحقيقات معمقة دامت سنوات وأثبتت تورطها بعدة أشكال وبراهين، الشهادة غير واحد منها.. ليس هناك دخان بدون نار ولا إدانة مغربية دون سند قوي.. ربما تبرأت من تسيير الحساب، لكن ما أدرانا أنها تسير مسيريه؟”.
اعتراف بالتورط
بالمقابل، اعترفت المطربة المغربية بتورطها في قضية “حمزة مون بيبي”، بشكل غير مباشر، قائلة إنها سبق وأن تواصلت مع الحساب الشهير بابتزاز المشاهير وفضحهم وتشويه سمعتهم، شأنها شأن عدد من الفنانين، وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون “زلة لسان غير محسوبة العواقب”، فيما أوله البعض برغبتها في تبرير سؤال يتبادر إلى ذهن أي مغربي عاقل يعي بنجاعة القضاء المغربي: على أي أساس انطلق التحقيق في علاقتها به؟
“جيب يا فم وقول”
وسعيا منها للتملص من التهم الموجهة إليها بناء على ثبوت علاقتها بالحساب المذكور، لجأت دنيا لـ”التشيار” بالاتهامات التي تبدو في ظاهرها مدروسة بعناية، بينما يكشف باطنها وفاء “بنت الشعب” للمثل القائل “جيب يا فم وقول”، من قبيل توريطها بـ “سكرينات محادثات مفبركة”، و”التآمر عليها”، و”تأجير أشخاص من قبل متهميها، وعلى رأسهم الفنانة سعيدة شرف، لمحاولة قتلها”.
“خرجة” غير موفقة
من جهة أخرى، أكد العديد من رواد “فسيبوك” أن “خرجة” بطمة “غير الموفقة” للرأي العام، تكشف وصولها لطريق مسدود، ولا تعدو كونها “محاولة لاستعطاف المغاربة” و”التشويش على منحى قضيتها”، مشيرين إلى أنها “زادت غرقات راسها” و”كان من الأحرى لو التزمت الصمت، وتقدمت بطلب عفو رسمي للملك محمد السادس، عوض تسوله باكية بتلك الطريقة المصطنعة أمام الملايين”.
استغلال للصحراء المغربية
ورغم وابل الانتقادات التي وجهت للمطربة، المتحدرة من الحي المحمدي بالدار البيضاء، عبر عدد من النشطاء عن تعاطفهم معها “على وجه ابنتيها”، فيما استنكر آخرون محاولتها تحوير القضية بالإصرار على ربط إدانتها واعتقالها بـ”غنائها في الصحراء المغربية” و”زيارتها للمدن الصحراوية”، على وجه الخصوص، في تصريحات قد يستغلها أعداء الوطن للترويج لمغالطات عديدة.
التعليقات 0