قدم المخرج المغربي كمال لزرق، فيلمه الطويل الأول “عصابات” “Les meutes”، المدعم إنتاجه من المغرب وفرنسا وبلجيكا وقطر والسعودية، أول أمس الإثنين 29 يناير 2024، بقاعة سينما ميغاراما بالدار البيضاء، بعدما توج بالمدينة الحمراء في إطار المسابقة الرسمية للدورة 20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
ممثلون غير احترافيين
اعتمد كمال لزرق في فيلمه “عصابات”، الذي دام لمدة 49 دقيقة، على ممثلين غير محترفين، قريبين من الواقع الذي يصوره، وأسندت فيه البطولة إلى كل من عبد اللطيف المستوري الذي لعب دور الأب حسن، وأيوب العيد الذي جسد دور عصام الإبن، إذ أكد كمال لزرق في هذا السياق، أن فكرة الإعتماد على ممثلين غير احترافيين لم تكن حديثة الولادة بل سبق واعتمد عليها في أفلامه القصيرة السابقة والتي لقيت استحسان الجماهير.
وأضاف لزرق في حديثه لـ”آش نيوز“، أن فيلم “عصابات”، يجسد ظاهرة العصابات بمدينة الدار البيضاء، والصراع بين زعمائها الذين يتدافعون لامتلاك السلطة في بعض الأحياء الشعبية، التي يعاني ساكنوها من الفقر والهشاشة والبطالة وتفشي الأزبال والكلاب الضالة وانعدام شروط الحياة الكريمة، مبرزا أنه لم يجد أفضل من سكان المدينة القديمة لنقل هذه الصورة الحقيقية لكي تصل للمشاهد كما أحس بها، حيث قام بكاستينغ واختار الأشخاص المناسبين لدور البطولة من قلب هذه الأحياء.
ومن جانبه، أشاد كل من أيوب العيد وعبد اللطيف المستوري، بطلا الفيلم، بتجربتهما الأولى رفقة كمال لزرق، الذي وثق فيهما ومنحهما كامل الحرية أثناء التجسيد دون قيود أمام الكاميرا، ودون أن يطبق عليهم ميكانيزمات السينما وقواعد التصوير، ما جعلهما يشعران بأريحية تامة أثناء التصوير.
نمطية الأدوار
من جانب آخر، كان للممثل المغربي عبد الله لبكيري، الذي لعب دور البطولة الثالث كرئيس عصابة يدعى “الذيب”، رأي أخر بخصوص اعتماد ممثلين غير احترافيين لأدوار بطولة في فيلم طويل، مبرزا أن هذا يبقى خيار المخرج، وهو من كان في الأول سيقوم بدور الأب لكن لظروف ما تم اختيار ممثل غير احترافي.
وأضاف لبكيري، في حديثه لـ”آش نيوز“، بخصوص نمطية الأدوار التي يقوم بها، والتي جلها تتمحور بين الشر والقوة، أن الاختيار يكون للمخرجين نظرا لملامحه القاسية التي يعتمدون عليها في أدوار معظمها يكون دور شرير، مبرزا أن هذه المسألة ترجع لوجود مخرج جيد يمكنه أن يخرج من الممثل أدوارا لشخصيات مختلفة ومتنوعة.
ضعف التجسيد
وبخصوص قصة الفيلم، أبدع المخرج كمال لزرق في رصد عدد من الظواهر الاجتماعية الخفية التي تشهدها أزقة المدينة القديمة، حيث سيوقع صراع “جلوطة” و”الذيب”، وهم أفراد عصابة يتنافسون فيما بينهم، بكل من شخصية حسن وابنه عصام، في ورطة حقيقية، بعد وفاة أحد أفراد عصابة “جلوطة”، الذي كان يبحث عنه “الذيب” للانتقام منه، بعدما قتل كلبته الخاصة من صنف “بيتبول”، إذ رغم نقلها إلى الطبيب البيطري لم تستطع الصمود في وجه الاعتداء الذي تعرضت له.
وستبدأ رحلة الفيلم عندما سيقوم حسن وابنه عصام الذي يراوده طيلة الرحلة إحساس تأنيب الضمير، برحلة البحث عن مكان لدفن الجثة والتخلص منها، حيث سيواجهان عددا من المواقف التي تتميز بالتشويق والإثارة.
وبين تفاصيل القصة وحبكتها الدارمية، والواقعية التي حاول كمال لزرق إيصالها للمشاهد، ظل عائق الحوار والتجسيد يشكل مشكلا، بسبب الأداء الضعيف للممثلين غير الاحترافيين، ما جعل عددا من المشاهدين يتفقون على رأي واحد، وهو أن الأدوار كانت ستكون أكثر احترافية لو تم تجسيدها من قبل ممثلين محترفين بإمكانهم إيصال نفس الرسالة بقوة أكبر.
كاميرا “آش نيوز” كانت حاضرة خلال العرض ما قبل الأول، وجاءت بهذا الربورتاج المصور من إنجاز: إلياس بوخريص