Site icon H-NEWS آش نيوز

مأساة يرويها الزوبير الحسناوي أب الطفلات العالقات بتركيا .. حوار

في حوار مع “آش نيوز“، كشف الزوبير الحسناوي، أب الفتيات الثلاث العالقات في تركيا، والفار من سجون جبهة النصرة الإرهابية، خبايا صادمة وتفاصيل مأساوية بخصوص قصته، قبل وبعد الهروب من سوريا إلى تركيا، حيث علق هناك رفقة عائلته الصغيرة، ليناشد الملك محمد السادس من أجل تسوية وضعية بناته القانونية والعودة لوطنه الأم.

هذه تفاصيل الحوار: 

بعدما لجأت للإعلام وكشفت قصتك، هل توصلت بوعود للمساعدة وكيف هي وضعية بناتك في تركيا؟ 

للأسف لم أتوصل بأي وعد أو مساعدة، إلى حدود الساعة، علما أنني في وضع صعب ومأساوي، أعانيه رفقة زوجتي وبناتي الثلاث أريج وريحانة وزينب، اللواتي لا ذنب لهن، ليحرمن من طفولتهن وأبسط حقوقهن. فبناتي لا يتوفرن على أوراق ثبوتية، وبالتالي لايستطعن الدخول إلى المغرب حسب ما أكدته لنا القنصلية المغربية بتركيا، التي أوضحت لي أن بناتي غير معترف بهن، بسبب عدم توفرهن على أي وثيقة أو ورقة قانونية. لا يمكنني أن أوفر لهن حق التطبيب أو التعليم، بل إنهن محرومات حتى من حق اللعب في الأماكن العامة كالحدائق والمنتجعات الترفيهية، كباقي الأطفال، بسبب تواجد السلطات التركية في أي مكان، علما أن تركيا صارمة من ناحية مراقبة الأوراق والبطائق، سواء للبالغين أو الأطفال، بسبب نسبة المهاجرين المرتفعة. بناتي اليوم يدرسن في أماكن غير قانونية ومشبوهة وخاصة باللاجئين. والأسوء من هذا، فهن لا يستفدن من حقهن في الرعاية الصحية، إذ نلجأ ل”شبه مستشفيات” للعلاج واقتناء الأدوية اللازمة، والتي غالبا ما تكون باهظة الثمن.

لماذا هاجرت من المغرب متوجها لسوريا؟ 

كنت أعيش في المغرب بسلام. لم تكن لدي أي انتماءات سياسية أو متطرفة، لكنني تأثرت بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مطلع 2011، بسبب قوة “البروباغاندا” الإعلامية في ذلك الوقت، التي كانت تضخ في اتجاه التحريض ضد النظام السوري، وفي نفس الوقت، تدعم سوريا نظرا لظروفها الصعبة. وفي هذه الفترة بالضبط، تحركت عواطفي مثل العديد من الأشخاص، منهم من قرر الذهاب في اتجاه الانتماءات المتطرفة دعما لسوريا، ومنهم من كان مثلي، ضحية هذه “البروباغاندا” التي أشعلت بداخلي الرغبة في تقديم المساعدة بأي وجه كان. وهنا بدأت القصة، عندما وصلت إلى سوريا واكتشفت الوجه الحقيقي لتلك الأحداث ومروجيها من جماعات وفصائل متطرفة، كما وجدت نفسي لا أستطيع الاندماج مع واقع هذه الجماعات، التي تصارع من أجل مصالحها عن طريق التطرف، الذي لم أكن يوما في صفه. طاردتني تهديدات بسبب اختلافي، إذ كنت أسمع عبارات من قبيل “هذا غالبا جاسوس لصالح المخابرات المغربية.. ممربي لحية بحالنا وميكلبس بحالنا مكيصلي بحالنا وميكتقاتل معانا”.. هذه الشكوك جعلت جبهة النصرة الإرهابية تعتقلني بدون أي دليل، والتهمة هي أنني “اتجسس لصالح المغرب”.

كيف تمكنت من الفرار نحو تركيا؟

تمكنت من الهرب من سوريا نحو تركيا، بعد أكثر من تسع محاولات باءت كلها بالفشل. لكن حالفني الحظ، بعدما سجنت للمرة الثانية من قبل جبهة النصرة التي ظلت تلاحقني. خرجت من السجن بعدما أنفقت مالي مقابل حريتي، واقترضت مبلغا يقدر بأكثر من 4000 دولار، (حوالي 4 مليون سنتيم) لكي أتمكن من الفرار عن طريق “الحريك”، في وضعية صعبة تتسم بالصرامة العسكرية في الحدود الرابطة بين سوريا وتركيا، نظرا لعدد اللاجئين في ذلك الوقت الذين اتجهوا إلى تركيا. كان ذلك تحديا كبيرا بالنسبة لي، لكنني نجحت بصعوبة ومشقة في الدخول أنا وعائلتي إلى تركيا.

كيف كانت تجربة السجن وهل تمكنت من تخطي الواقعة؟

سجنت من طرف جبهة النصرة لفترة قصيرة بعدما تعرضت لضغوطات كبيرة. وبعد خروجي بمدة وجيزة، تم اعتقالي للمرة الثانية وبدأت مرحلة التعذيب الوحشي. كل أساليب العنف التي نراها في الأفلام فقط، كانت جزءا من حياتي في السجن. تعرضت للضرب المبرح وأنا أسمع عبارة تتكرر “إن لم تعترف أنك جاسوس ستعيش العذاب”. اتهموني أنني عميل، ولفقوا لي عددا من التهم الأخرى بدون دليل، والسبب الرئيسي هو اختلافي وعدم خضوعي لإديولوجيتهم المتطرفة.

لايمكنني القول إنني تخطيت الواقعة. لازلت أتذكر تفاصيل السجن والتعذيب الذي تعرضت له، وكلمات الجلاد التي يرددها منتظرا مني الاعتراف بما ليست لي به علاقة. أنتظر العودة إلى وطني ودياري والاستقرار، لكي أزور طبيبا نفسيا لمساعدتي على تخطي هذه الذكرى المأساوية التي ذهبت ضحيتها أميرات صغيرات لارغبة لهن سوى في التمتع بحقوقهن الطبيعية وعيش طفولة عادية مثل باقي الأطفال في سنهن.

هل تواصلت مع مؤسسات أخرى للمساعدة غير القنصلية المغربية بتركيا؟ 

عندما وصلت إلى تركيا، ذهبت فقط للقنصلية المغربية، وشرحت لها وضعية عائلتي. لكنها أوضحت لي أن الموضوع بيد السلطات داخل المغرب، ولا يسعني سوى الانتظار. سبق وتواصلت أيضا مع  اللجنة البرلمانية التي تزور المعتقلين المغاربة في تركيا والمعتقلين المغاربة في العراق، وشرحت لها وضعي ووعدتني بحل المشكل ومساعدة بناتي للعودة إلى المغرب، لكن إلى حدود الساعة لم أتوصل بأي رد، مما جعلني أوجه نداءات مباشرة للملك محمد السادس الذي يستطيع وحده حل مشكلتي.

Exit mobile version