في سنة 1992، عرف سكان بريشيا ادريس فرحان، المعروف باسم “ولد الهاشمية”، يتردد على مسجد “المركز الإسلامي” بمدينة بريشيا ملتحيا ومرتديا “اللباس الأفغاني”، على شاكلة أفراد جماعة الدعوة والتبليغ. تزعم حملة لجمع التبرعات لصالح المسجد، حيث كان هو “أمين الصندوق”. وبعد جمع مبلغ لا بأس به، اختفى “ولد الهاشمية” عن الأنظار وبحوزته أموال التبرعات، ولم يعد يحضر حتى للصلاة، ليظهر لاحقا وهو يتردد على حانات بريشيا دون لحيته أو لباسه الأفغاني.
عقود وهمية
سنة 1997، احتال “ولد الهاشمية” على مجموعة من الشباب المغاربة الحالمين بالهجرة لأوربا بعدما وعدهم بعقود عمل في إيطاليا مقابل مبالغ مالية دون تحقيق ذلك، مما اضطرهم لتقديم شكايات لدى السلطات القضائية الوطنية، وصدرت مذكرة بحث وتوقيف في حقه. حتى القضاء الإيطالي تابعه بقضايا النصب والاحتيال على أفراد ومؤسسات بنكية وحُكِم لأجل ذلك.
تحول مسار “ولد الهاشمية” بعد ترويجه لصفة صحفي ومدير عام لموقع إلكتروني أسسه سنة 2016. بدأ يحضر الملتقيات والمناسبات، خاصة التي تنظمها السفارة والقنصليات المغربية بإيطاليا، وينشر صوره إلى جانب مسؤولين مغاربة أو وهو يلقي تدخلا خلال هذه الملتقيات، وذلك بغرض الترويج لنفسه كوطني يدافع عن المغرب، ثم ما فتئ يتقدم بطلبات مالية بزعم تنظيم تظاهرات داعمة للقضية الوطنية، بل وصلت حقارته أنه طلب دعما ماليا من الدولة المغربية لتنظيم إفطار رمضان موَّله محسنون مغاربة بإيطاليا.
ابتزاز المؤسسات
من فضائح جرذ بريشيا أنه طلب دعما ماليا من الحكومة المغربية للحصول على حوالي 10 آلاف أورو لتنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان الإيطالي في روما، احتجاجا على تجنيد الأطفال بمخيمات تندوف بمناسبة اليوم العالمي للطفل المجند، وبعدما انفضح أمره وانتشر الخبر بسرعة في صفوف المغاربة المشاركين في الميدان الذين استنكروا نصبه. لأن الشخص الذي قدم طلب رخصة الوقفة الاحتجاجية من روما، والشخص المكلف بالتواصل مع مجلسي الشيوخ والنواب وغيرهما من المؤسسات من مدينة سيينا، والمشاركون من روما والنواحي، بينما صاحبنا جاء من بريشيا رفقة شخصين فقط.
أمثلة كثيرة على خسة هذا الجرذ وفضائحه التي يعلمها أفراد الجالية المغربية بإيطاليا، وخصوصا مدينة بريشيا، مما جعله منبوذا بينهم، وهو ما دفعه للتحول للابتزاز الصريح ضد المؤسسات الوطنية المغربية بعد فشله في نيل مراده. وكان تركيزه خصوصا على المؤسسات الأمنية ورموزها، فاختلق الأكاذيب والادعاءات والقصص الهلامية التي لا يمكن تصديقها إلا ضمن الأفلام الخيالية أوالهندية المبالغ في سيناريوهاتها.
معتوهة قبرص
في الأسابيع الأخيرة، أكثر جرذ بريشيا من خرجاته، خصوصا بعد تشكيله حلفا مع معتوهة قبرص، ورفع من منسوب ترهاته، بل وصل تطاوله للمؤسسة الملكية ومحيطها بعدما كان في السابق يتجنبها في أكاذيبه، وهو ما فتح المجال لسبب هذه الجرأة الخبيثة ودرجة الحقد التي انتقل إليها، وبالرجوع لخرجاته الإعلامية وكتاباته على موقعه الإلكتروني، نستنتج حجم المتابعة التي أصبح يحظى بها بين الذباب الإلكتروني الجزائري، وأصبحت وسائل الإعلام الجزائري تنشر تخاريفه، مما يؤكد جزما ارتماءه رسميا في حضن المخابرات الجزائرية.
التعليقات 0