يبدأ شهر رمضان الكريم، فتتغير ساعات العمل في الجامعات والمؤسسات الوظيفية مراعاة للصائمين، كما تتغير أيضا العادات ومجموعة من السلوكيات داخل المجتمع، الذي ينقسم إلى فئتين، واحدة متوترة وسريعة الانفعال، وفئة تلتحف برداء الروحانية والسكينة. وهذا الانقسام، هو ما علّله محسن بنزاكور، الأخصائي النفسي، بربط السبب بالنتيجة، مبرزا أن الفئتين تجعلان من أي موقف خلال هذه الفترة، مرتبطا بشهر رمضان.
30 يوم للتغيير
وأوضح محسن بنزاكور، أن “رمضان شهر العبادة والتقرب من الله. وخلال 30 يوما، تتغيير عادات معينة، حيث يطفو على السطح التعبد والتضامن والتفكير في الغير، ما يخلق نوعا من الرحمة والابتعاد من الأنانية الذاتية والمجتمعية، لهذا نرى في رمضان مائدة الرحمة، وقفة رمضان ..إلخ، في الوقت الذي توجد فئات أخرى من المجتمع لا تمتثل لهذه الأمور لأسباب مانعة”.
ظواهر الانفعال
وتابع محسن بنزاكور، في اتصال مع “آش نيوز“، موضحا الأسباب المانعة، والمتمثلة في ظواهر “الترمضينة” أو “بنادم مقطوع”، والتي اعتبرها الأخصائي النفسي كلها مبررات واهية، وشماعة يعلق عليها البعض انفعالاتهم وتوترهم وسلوكاتهم التي تتناقض مع روح رمضان.
وأضاف محسن بنزاكور، أن “ظواهر الإنفعال داخل المجتمع المغربي غير مبررة، كصعوبة الحديث مع الغير في صباح رمضان، أو عدم التسامح أثناء القيادة، بدعوى الصيام، ولأن الصائمين ليسوا في مزاج جيد قبل الإفطار، وبالتالي يجب مراعاة هذه الأمور. فنصبح أمام مجتمع لا يشعر بأنه على ما يرام، ويعتقد أنه يستحق معاملته بطريقة خاصة، فقط لأنه صائم”.
تناقض وفجوة
وأبرز محسن بنزاكور، أن بعضهذه الظواهر المذكورة، تتبث التناقض والفجوة بين الواقع وبين روح هذا الشهر الفضيل، مشيرا إلى أنه “من الضروري الوعي بأهمية فهم بداية التوتر لدى كل شخص والتحكم في الانفعالات، لأن الانفعال حالة طبيعية وعفوية، وجب على الإنسان العاقل التحكم فيها والمراعاة لأبعادها المجتمعية والشخصية كذلك”.