Site icon H-NEWS آش نيوز

محمد الخامس.. ذكرى ملك استثنائي

محمد الخامس

في مثل هذا اليوم من رمضان سنة 1961 (1381 هجرية)، توفي الملك محمد الخامس عن عمر 51 سنة بعد خضوعه لعملية جراحية وصفها الأطباء بأنها “بسيطة”، لكنها كانت السبب في مغادرته الحياة بشكل مفاجئ في واقعة هزت المغاربة وأحزنت قلوب الأمة التي كانت تعتبرها والدها. فمن هو محمد الخامس؟ وكيف تحول هذا الملك الاستثنائي من رهان لدى المستعمر إلى معارض قوي ثم بطل تحرير تاريخي؟

الرهان الخاطئ 

هو محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد. رأى النور في مدينة فاس، عام 1909. وقد كان أصغر إخوانه، لذلك لم يكن من المتوقع أن يتولى الحكم بعد والده، فالسلطان العلوي مولاي يوسف، أوصى قبل وفاته بأن يتم تنصيب ابنه الأكبر الأمير إدريس خلفا له، غير أن “الصدر الأعظم”، وهو الوزير الأعلى منصبا بعد السلطان، كان له رأي آخر، إذ اتفق مع المستعمرين الفرنسين، على أن يتم اختيار أصغر أبناء السلطان الراحل، محمد بن يوسف، لتولي الحكم عام 1927، خلفا لوالده، وذلك في سن لم يكن يتجاوز 18 سنة.

قلة التجربة

وقد كان لهذا الاختيار أسبابه ودوافعه. فالسياسة الاستعمارية، راهنت على محمد الخامس، في بسط سيطرتها على المغرب، لصغر سنه وقلة تجربته في الحكم، واعتقدت أنه سيكون سلطانا مرنا تستطيع أن تتحكم فيه بسهولة لتنفيذ مخططاتها، قبل أن تفاجئ بأن الرهان لم يكن في محله، لتجد أن السلطان الجديد وقف أمامها متشبثا بسيادة المغرب ومعززا علاقته بالحركة الوطنية، إلى حين تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير من عام 1944، مسلحا بذكاءه ورزانته ومحبة شعبه له واستعداده للتضحية من أجله، وهو ما تجلى في رفضه للسلطان الدمية بن عرفة، الذي نصبته فرنسا سلطانا بدله، بعد أن وجدت أن المنفى هو الحل الوحيد من أجل تفكيك هذه العلاقة المتينة التي جمعت بين محمد الخامس والمقاومة والشعب. لكنها ستفشل مرة أخرى في ذلك.

حب لامشروط 

كفاح وقوة الملك الراحل محمد الخامس، وصموده في وجه الاستعمار وتمكنه من تحرير المملكة، جعلت المغاربة يكنون له حبا قويا تجسد في التضامن والتلاحم وحب الوطن، إلى درجة أنهم كانوا يرون صورته في القمر، وهي الرواية التي مضت عليها  أكثر من ستة عقود، وما تزال تتردد على الألسنة ويعتقد في حقيقتها العديدون.

رجل التحديات 

كان الملك الراحل محمد الخامس، في طليعة العباقرة الملهمين، الذين لا يجود الزمن بمثلهم إلا في فترات متباعدة، حيث كان مناهضا لتكريس الأمية واحتقار المرأة، ودافع دائما بمواقفه الرزينة، عن التعليم ومحو الأمية في صفوف الصغار والكبار، الذكور والإناث، معتبرا أنه اللبنة الأولى لبناء مغرب ما بعد الاستقلال، لذلك لقبه الشعبب”محمد الخامس… باني المدارس”.

Exit mobile version