استنكر هشام عيوش، الفنان والمخرج المغربي الفرنسي، من أم يهودية وأب مسلم، واقع العدوان الإسرائيلي ضد فلسطين، معتبرا أن دعم إسرائيل في الوقت الحالي “جنون” لما تقوم به الأخيرة من هجوم متواصل ضد سكان فلسطين وما ينتج عن هذا الهجوم من قتلى وجرحى وضحايا بشكل يومي.
تعليق حر
وقد علق هشام عيوش، على الفيديو الذي نشره عبر صفحته الرسمية بمواقع التواصل الإجتماعي، حول نفس الموضوع، قائلا: “كيهودي مسلم، أشعر بالصدمة من الدعم غير المشروط لأغلبية اليهود لإسرائيل، وهذا لا يعني أنني أؤيد ما فعلته حماس، لكنني كإنسان وفنان أتعاطف مع الضحايا وعائلاتهم، وهذا ما جعلني أخرج بفيديو حول الموضوع”.
وأضاف هشام عيوش في تصريحه لـ”آش نيوز“، أن ما تفعله إسرائيل الآن يعتبر جريمة أخلاقية وقانونية وتتعارض مع حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه من الضروري أن نرى الأمور من جانب إنساني، وأن يتحرك الضمير لإدراك أن ما يحدث حاليا في فلسطين مأساة وأن دعم إسرائيل هو نوع من الجنون.
صراع استعماري
وتابع هشام عيوش مبرزا أن الحرب منبوذة، ويجب أن يدرك الانسان أن العدوان سواء الذي تشهده فلسطين أو دول أخرى، هو أمر غير منطقي وغير إنساني، وأضاف قائلا: “ليس عليك أن تدعم إسرائيل لأنك يهودي أو تدعم فلسطين لأنك مسلم، الهوية لا علاقة لها بالأمر، إنها مجرد ذريعة، وما يقع ببساطة صراع استعماري”.
واستطرد المتحدث نفسه قائلا: “بالنسبة لي، جرائم إسرائيل لا علاقة لها بيهوديتي. كيهودي.. أنا لا أعترف بقيم شعبي وثقافته وجوهره.. كيهودي أشعر بالخجل الشديد من الفظائع التي ترتكبها إسرائيل”.
اليهودية الحقيقية
وأشار هشام عيوش، إلى إنجازات اليهود، مبرزا أن اليهودية جلبت إلى العالم الفن والعلوم والثقافة والفلسفة والنور والإنسانية، وقدمت موسى بن ميمون وشاغال وأينشتاين وماركس وفرويد ومندلسون وموديلياني وبوب ديلان وسبيلبرغ والعديد من الشخصيات الاستثنائية الأخرى التي غيرت وجه العالم، وتابع قائلا: “يجب أن نفرق بين اليهودية التي ذكرت وبين اليهودية التي تحث اليوم على هذا العنف المرفوض”.
وأضاف هشام عيوش، وهو ابن رجل الأعمال نور الدين عيوش وشقيق المخرج نبيل عيوش، قائلا “لم نكن أبدا شعبا عنيفا، لقد فكرنا دائما ودرسنا وأبدعنا، ولم نتجول حول العالم لإجبار الناس على أن يصبحوا يهودا، ولا علاقة لنا بالمآسي الإنسانية مثل العبودية وناغازاكي والاستعمار ومذبحة الشعوب البدائية في أمريكا الشمالية والجنوبية”. وقال “من خلال هذا المنشور، أعلم أن معظم اليهود سوف يحتقرونني أو يرفضونني، وربما حتى عائلتي. من المحتمل أن يقولوا عني إني يهودي يكره نفسه. لكنني لا أهتم، لأنني أعرف من أنا وأعلم أن ضميري مرتاح كيهودي، وأعلم أنني أدافع عن القضية الحقة، إذ أنني أحلم أنه في يوم من الأيام سيحصل سكان فلسطين على أرضهم، وسيلعب أطفالهم ويحلمون مثل جميع أطفال العالم، بسلام، إلى جانب الأطفال الإسرائيليين الذين يستحقون السلام والأمن أيضا”.