كشف مصطفى أوقسو، أستاذ جامعي باحث في علم الأرض، أنه للمرة الأولى في العالم، تم اكتشاف نوع جديد من الديناصورات في الأطلس المتوسط، وبالضبط بمنطقة قريبة من بولمان. ويتعلق الأمر بالديناصورات العاشبة ذات الدروع “Stegosaures” التي أطلق عليها اسم “تيريوسوروس أطلسيكوس”، موضحا أن “ثيريوس” تعني الدرع، وذلك في إشارة إلى الشكل الخارجي لجسم الديناصور الذي كان يحمل مجموعة من الصفائح العظمية السميكة على ظهره.
عناصر غامضة
وأبرز مصطفى أوقسو، في اتصال مع “آش نيوز“، أن هذه الديناصورات عاشت خلال العصر الجوراسي المتوسط، قبل حوالي 165 مليون سنة، والبقايا الأحفورية التي تم اكتشافها تتضمن أساسا فقرات ظهرية وضلوعا منفصلة وعناصر درعية جلدية غامضة. كما أوضح، خلال الاتصال نفسه، أن الديناصور الجديد يتميز بدرع جلدي ملحوظ، مكون من عظام جلدية سميكة تصل إلى 4 سم، بشكل مستطيل إلى شبه بيضاوي، وهذه العظام الجلدية كانت موضوعة بشكل أفقي على جسم الحيوان، بدلا من الوضع العمودي، وهو ما لم يعرف بعد في هذه المجموعة من الديناصورات.
وأشار مصطفى أوقسو، الذي ترأس البحث رفقة عدد من المشاركين، من بينهم الطالب الباحث عمر زافاطي، بالإضافة إلى باحثين من جامعات ميمونيدس بالأرجنتين وفالنسيا والباسك بإسبانيا ومونبوليي وتولوز بفرنسا، (أشار) إلى أن هذا الاكتشاف يعود لسنة 2021، وقد تم نشره رسميا بجريدة ” Gondwana Research”، وهي جريدة علمية محكمة متخصصة في علوم الأرض ذات صيت عالي، مبرزا أن هذا الديناصور ينتمي لعائلة الديناصورات المدرعة، أي التي تضم عظاما جلدية في جسمها، وهي عظام أفقية، خلافا للاكتشافات السابقة لهذا النوع من الديناصورات والتي كانت عمودية.
كما أكد أوقسو، في تصريحه للموقع، أن منطقة الأطلس المتوسط غنية بحفريات الديناصورات، إذ صدرت مؤخرا الكثير من المقالات العلمية بهذا الخصوص، مضيفا أن وجود أنواع جديدة من الديناصورات في مكان واحد، يعد دليلا على أن الأطلس المتوسط كانت تعيش فيه هذه الديناصورات الفريدة من نوعها، خلافا للديناصورات التي عثر عليها في أمريكا الشمالية أو أوروبا.
تراجع البحث العلمي
من جانبه، يرى عمر زافاطي، باحث في سلك الدكتوراه وعضو فريق البحث بكلية العلوم بن مسيك، أن البحث جزء من أطروحته التي هو بصدد إتمامها، مبرزا أنه سابقة في المجال الجيولوجي في العالم، نظرا لأن هذا النوع من الإكتشافات في العالم فريد من نوعه، لأنه يسلط الضوء على نوع نادر من الديناصورات.
وأضاف عمر زافاطي، في اتصال مع “آش نيوز“، أن منطقة الأطلس المتوسط، تضم على الأقل 4 أنواع من الديناصورات، وعدد الحفريات فيها كثير، ما يبرز الغنى الكبير الذي تتميز به هذه المنطقة، مستنكرا، في نفس السياق، تراجع البحث العلمي في هذا الإطار بالمغرب، ومشيرا إلى أن “الفترات السابقة كانت أكثر قوة من اليوم، إذ بالرغم من الغنى الواسع والمهم الذي تمتاز به المملكة، إلا أن سوء الاستغلال يقف عائقا، هذا إضافة إلى الإتجار في السوق السوداء وهو الأمر الغير قانوني الذي تلجأ له فئة من الباحثين همهم الوحيد هو استغلال هذا الموروث، إلى جانب بعض الباحثين الأجانب الذين يقومون بدراسات غير نزيهة، مايعيق التنمية في هذه المناطق الغنية”.