أكد محسن بنزاكور، المحلل الاجتماعي، أن ليلة 27 من رمضان، ليلة تخفي في طياتها عددا من الممارسات المجتمعية، منها الجيدة ومنها السيئة، مبرزا أنها ليلة تشكل فرصة رواج اقتصادي أيضا لفئة داخل المجتمع، ممن يبيعون الحلي والمجوهرات للأسر التي تحتفي بأطفالها بالمناسبة، أو لباعة الأعشاب والمشعوذين ممن يظنون أنها ليلة تطلق فيها الشياطين لتلبية بعض الحاجيات في إطار الشرك والسحر، أو للمصورين الفوتوغرافيين الذين يقومون بالتقاط صور تذكارية للأطفال وهم بالزي التقليدي وعليهم نقش الحناء وما إلى ذلك من الطقوس الاحتفالية.
ليلة احتفالية
ويرى محسن بنزاكور، في تصريح لـ“آش نيوز”، أن هذه الطقوس المختلفة، توضح الانقسام الذي يشهده المجتمع المغربي، فبعيدا عن الاستغلال الاقتصادي، هناك فئة تستغل العشر الأواخر من شهر رمضان للتعبد والتقرب أكثر من الله، في الخشوع والصلاة المكثفة وقراءة القرآن.
وأشار المحلل الاجتماعي، إلى أن ليلة 27 من رمضان هي ليلة احتفالية، مررت الأسر فيها، عبر الأجيال، ولا زالت تمرر، عددا من الرسائل لأطفالها للحفاظ على الموروث الثقافي، بعيدا عن الجانب الديني. وأضاف: “المظاهر الاحتفالية في هذه المناسبة طقوس تميز المناطق والدول ولايمكن الجدل فيها، لكن الخرافة معششة في عقول البعضن ومن بينها ممارسات السحر والشعودة”.
هيمنة الجهل
من جهته، يرى محمد اشتاتو، أستاذ جامعي ومتخصص في الشؤون الدولية، أن المجتمع المغربي، على غرار باقي دول العالم، يتضمن فئات شعبية متشبثة بعدد من الطقوس القديمة، مشيرا إلى أن هيمنة الجهل بالعقيدة في بعض المناطق في المغرب، تؤدي إلى نشر الخرافات والبدع ومظاهر الشرك، ومنها الممارسات السحرية، حيث يتم الترويج لبعض الطقوس التي تتناقض مع الشريعة الإسلامية، تحت مبررات متعددة.
وأضاف محمد اشتاتو، في اتصال مع “آش نيوز”، أن مظاهر الشرك والشعودة لا علاقة لها بالإسلام، معتبرا أنها ممارسات لا ترتبط بالمجتمع المغربي وحده، بل توجد في جميع الدول، بما فيها تلك المتقدمة، لكنها تظهر للواجهة خلال المناسبات الدينية في المغرب، كعيد الأضحى وعاشوراء وليلة 27 من رمضان.
وأوضح الخبير ذاته، أن انتشار أعمال السحر في المغرب لم يعد ظاهرة واسعة الامتداد كما كان قبل عقود، إلا أن بعض الممارسات التي ترافق عددا من المناسبات الدينية لا تكاد تجد طريق نهاية لها، مبرزا أن مفهوم التعبد أيضا فيه إشكال، قائلا: “رمضان شهر العبادة وامتحان للمسلمين، ليس فقط على مدى شهر، بل يجب الأخذ بعين الاعتبار أهمية هذه القيم الدينية التي تنبذ السحر والشعوذة وتشجع على الحياة بسلم وسلام”.
التعليقات 0