Site icon H-NEWS آش نيوز

“30 سنة من الضحك”.. حنان الفاضلي “جنية” تخرج الفرحة من رحم البؤس

بعد ثلاثين سنة على بدايتها، ظلت حنان الفاضلي، الفنانة والكوميدية، وفية لخطها في إضحاك المغاربة وزرع الفرحة في قلوبهم، بكل الرقي الممكن، بعيدا عن التهريج و”التعواج”، رغم غيابها سنوات عن التلفزيون وعن قاعات العروض.

جانب من عرض “30 سنة من الضحك”

محبوبة الجمهور

وأثبتت حنان الفاضلي، خلال عرضها الأخير “30 سنة من الضحك”، والذي حضره “آش نيوز” في إحدى قاعات المركب السينمائي “ميغاراما”، أنها محبوبة المغاربة فعلا، للعدد الكبير الحاضر من الجمهور الذي لم يخلف الموعد، وللإقبال الكبير على تذاكر عرضها الذي جالت به عددا من المدن خلال شهر مارس الماضي، مستعيدة من خلاله عددا كبيرا من الشخصيات التي سبق أن جسدتها واشتهرت بها، ومن بينها “الشيخة” وفتاة الليل و”ولد الدرب”، وغيرها من الشخصيات التي يصادفها المغاربة في حياتهم اليومية ويتعايشون معها.

 

“نجمات إنستغرام”

حنان الفاضلي في شخصية العجوز

سخرت حنان الفاضلي، في بداية عرضها من نجمات “إنستغرام” ومنصات التواصل الاجتماعي التي كانت دائما بعيدة عنها وعن “ضوضاءها”، ولا تنشر من خلالها إلا ما يهم فنها وأعمالها، واستطاعت بموهبتها التي لا يجادل فيها اثنان، أن تجسد دور شخصية معروفة على مواقع التواصل، تحصل على جائزة رغم أنها سخيفة وتافهة ومصطنعة وتفكيرها سطحي وعقلها فارغ، قبل أن تنتقل بعدها إلى تقمص شخصية العجوز التي أهملها ابنها في دار للعجزة بعد أن كتبت له منزلها الذي استولى عليه مع زوجته، ثم شخصية “اللواط” الذي لا شغل له ولا مشغلة سوى الجلوس في المقاهي والتغزل بالفتيات المارات من أمامه، معتقدا أنه “سبع” لا يشق له غبار، رغم أنه “مزلوط” وفاته قطار الحياة وأصبح يعيش فقط على ذكرياته القديمة، وهو حال العديد من “ديوكنا” الذين ينشرون “ركابيهم” في الفضاءات العمومية.

“الشيخة” وفتاة الليل

أبدعت حنان الفاضلي في دور الشيخة

جسدت حنان الفاضلي ببراعة أيضا، خلال العرض نفسه، شخصية “الشيخة” التي “فاتها الفوت” وما زالت “تتكركب” في الأعراس والحفلات الرخيصة مصحوبة ب”كوامنجي” نخرت المخدرات موهبته، كما تقمصت دور المسجون الضائع الذي ما يكاد يكمل عقوبته حتى يعود إلى “حبيبيس” مرة أخرى، والذي يهابه الجميع ويتعنى بقوته، رغم أنه ضعيف أمام حزن والدته وبكاءها عليه، إضافة إلى دور فتاة الليل التي غدر بها الزمان والوقت والصديقات وأصبحت تجد عزاءها في سيجارة وكأس.

سهل ممتنع

تتقمص حنان الفاضلي شخصياتا ببراعة

شخصيات كلها حزن و”قهرة” وبؤس و”حكرة”، لكن حنان الفاضلي منحتها قالبا كوميديا ساخرا اشتغلت عليه بدقة وحرفية عالية، ليسترق الضحك من قلب المعاناة والتراجيديا، دون حاجة إلى توظيف كلمات “كبيرة” أو ادعاء “الفهامة الخاوية”، تاركة للجمهور وحده ترف التأويل والفهم، بأسلوبها السهل الممتنع، الذي يعجز عنه الكثير من “المتطفلين” على المجال، والذين يفتقدون للموهبة و”القراية” و”الترابي”، ويخلطون بين فن الإضحاك و”التهريج” المبتذل.

سوبر حنان

لم تخرج حنان الفاضلي عن خطها ومنهجها المعروف، والذي يشبهها ويليق بمسارها. وهذا ليس عيبا ولا تنقيصا في حقها، لأن المغامرة بأسلوب جديد يلزمها الكثير من الحيطة والحذر والعمل، لكنها احترمت جمهورها واحترمت عنوان عرضها الذي أرادته تكريما ل30 سنة من العطاء في مجال الفن، وتكريما لذكرى والدها الراحل عزيز الفاضلي، الذي أنجب لنا عائلة فنية يحق لنا كمغاربة أن نفتخر بها داخل وخارج المغرب. ثم من يدري؟ قد تهيئ لنا “سوبر حنان” شيئا جديدا في المستقبل، رغم أننا نحبها كما هي و”ما عندناش منها جوج”.

 

شكرا حنان

لقد كانت حنان الفاضلي، في “30 سنة من الضحك”، مثل جنية تتلبس شخصياتها وتتماهى معها وتجسدها على الواقع بكل دقة وإتقان، وقدمت لنا عرضا إبداعيا بامتياز، ليس فقط على مستوى التمثيل والأداء، بل على مستوى الماكياج والأزياء والأكسسوار والإضاءة والصوت والتقنيات، دون أن تفقد، بعد هذه السنوات، وهجها ولياقتها وخفة دمها و”القبول” الرباني الذي حباها به الخالق.

حنان الفاضلي تحيي جمهورها

شكرا حنان الفاضلي. الله يرحم من رباك.

(الصور بتوقيع يونس حميدي) 

Exit mobile version