Site icon H-NEWS آش نيوز

سوسيولوجي: الأعياد مناسبة للنفاق الاجتماعي

صلة الرحم

في كل سنة تجدد الأعياد عددا من العلاقات في إطار ما يسمى بـ”صلة الرحم”. وفي هذا السياق، أكد يوسف رجوان، باحث في علم الاجتماع، أن الأعياد والمناسبات تعتبر رابطة اجتماعية مهمة، يوظفها المجتمع لإعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية، والتي تكون غائبة في الأيام العادية، حيث تكون المصلحة هي سبب تواصل الأفراد.

النفاق الاجتماعي 

وأضاف يوسف رجوان في اتصال مع “آش نيوز“، أن “صلة الرحم” تغيب فعليا عن المجتمع المغربي، وتحضر في المناسبات كرمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، معتبرا أنها مناسبات للنفاق الاجتماعي، إذ يضطر البعض لزيارة العائلة رغم علاقاته المتشنجة معها وضعف رابط المحبة بينه وبينها، لكنه يحس أنه مجبر على ممارسة هذا الطقس، بعيدا عن الجانب الديني الذي يحث على أهمية العلاقات والتواصل بين العائلة والأصدقاء.

وقدم الباحث ذاته، نموذجا حول النفاق الاجتماعي الذي يرافق هذه المناسبات، قائلا “هناك إخوة لايجمع بينهم سوى الدم والنسب، وخلال المناسبات الدينية يلتقون على أساس الصلح، وبعد انتهاء الطقوس العائلية تعود المياه إلى مجاريها”، مشيرا إلى أن السبب يتمثل في عدم ممارسة “صلة الرحم” بمفهومها الحقيقي، كما دعا لها الدين الإسلامي الذي ربطها بأهمية انتشار المودة بين الأقارب وتوطيد الألفة والمحبة وتقوية أواصر العلاقات.

وسيلة للتضامن 

وأكد يوسف رجوان، أن هذه المناسبات، كعيد الفطر، تعد أيضا وسيلة من وسائل التضامن الاجتماعي، حيث يجتمع أفراد العائلة في “الدار الكبيرة”، أي منزل الجد والجدة، للاحتفال بهذا اليوم المميز وتناول وجبة الغداء، ولا تغلق البيوت في الأحياء الشعبية أبوابها حيث تستمر زيارات الأقارب والجيران والمعارف طيلة اليوم لتبادل التهاني، وفي المساء تفضل بعض الأسر الخروج إلى المنتزهات والحدائق العامة.

وأشار يوسف رجوان، إلى أن كل هذه المظاهر اليوم باتت تتقلص في ظل العائلة النووية التي تكتفي بعيد عائلي بسيط بعيدا عن العائلة الكبيرة. وحتى في حالة الزيارات، لا تكون المودة والرغبة في الصلح وتجويد العلاقات، نابعة من إحساس حقيقي، مبرزا أن الفرد ينساق بطريقة لاشعورية وراء توجهات الجماعة، أي ماتفعله الجماعة يفعله بدون أي وعي.

Exit mobile version