أكد رضوان جاخا، محلل سياسي باحث في الدراسات السياسية، أن ما أفسدته السياسة في وقت سابق بين المغرب وفرنسا، يصلحه الاقتصاد اليوم، مبرزا أن الديبلوماسية الاقتصادية تعد ركنا أساسيا من أركان توطيد الديبلوماسية الجيوسياسية، ومعيارا يساهم في توضيح المواقف السياسية بشكل جلي لا يقبل التأويلات ولا ازدواجية المواقف.
انتصار دبلوماسي
وأوضح رضوان جاخا، في تصريحه لـ“آش نيوز”، أن كل الانتصارات الدبلوماسية المغربية، وسياسة “الندّ للندّ”، هي نتاج للخريطة الإستراتيجية التي وضع أسسها الملك محمد السادس عبر الخطاب الملكي الإستراتيجي في غشت من سنة 2022 بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، وهو خطاب ملكي استراتيجي وضع بشكل صارم وحازم وواضح الخطوط العريضة لسياسة مغرب اليوم، وهو مغرب الوضوح والطموح، أساسها الجوهري هو ملف الصحراء باعتباره “النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم” وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات.
وتابع المحلل السياسي ذاته موضحا، أنه بعد الخطاب الملكي، شهد المغاربة مستجدات جيواستراتيجية هامة، تؤكد بأن المملكة المغربية بالفعل أصبحت ندّا قويا لكل الأقطاب الدولية، فالجارة الشمالية إسبانيا، أصبحت شريكا استراتيجيا سياسيا واقتصاديا ورياضيا للمغرب، بفضل استيعابها للخطوط العريضة التي وضعها الخطاب الملكي، وهذه الدينامية الناجحة، حسب الباحث، جعلت العديد من الدول الأوروبية تسير على نفس النهج الإسباني، على غرار الموقف الفرنسي الذي بدأ يتبلور بشكل أكثر وضوحا.
الاستثمارات الاقتصادية
وتحدث رضوان جاخا، في الاتصال نفسه، عن الدبلوماسية الإقتصادية المغربية الفرنسية، مبرزا أنها “جاءت عبر بداية الإعلان عن استثمارات فرنسية بالصحراء المغربية، وهو ما يمكن اعتباره اعترافا اقتصاديا واضحا لفرنسا، وبداية نضج موقف سياسي تاريخي لبلد جار له حق الفيتو بالأمم المتحدة، وهذا ما أبرزه وزير التجارة الخارجية الفرنسية فرانك ريستر في مستهل زيارته للمملكة المغربية، إضافة إلى أن فرنسا تشكل المستثمر الأجنبي الأول في المغرب عبر مبادلات تجارية بين البلدين وصلت لمستويات قياسية”.
عبقرية المغرب
واختتم المحلل السياسي رضوان جاخا كلامه قائلا إن “سياسة تعدد الشركاء التي ينهجها المغرب هي سياسة عبقرية لها ثمار من جهة أولى على المسار التنموي بالمملكة عبر جلب استثمارات خارجية مهمة، ومن جهة ثانية هي إستراتيجية مثمرة على مستوى العلاقات الدولية مبنية على علاقات رابح_رابح، وفق أقطاب دولية متعددة”.
التعليقات 0