“مسامر الكيف” ونقاش مدونة الأسرة.. “طارت معزة”

استشاط الغضب بالسلفيين والظلاميين المتطرفين، في الأسابيع الأخيرة، إلى درجة “الجهالة”، فخرجوا من جحورهم يسبون ويلعنون ويكفّرون ويجيشون أتباعهم في خطب الجمعة وصلاة الفطر وفي الفيديوهات على “فيسبوك” و”يوتوب”، ليقولوا لنا، ولمن “يهمهم الأمر”، أنهم موجودون وقادرون على التصدي لجميع محاولات التغيير، التي يعتبرونها خروجا عن الدين ومروقا عن الملة والشريعة، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الفهم والتفكير والتملي والنقاش، ودون حتى أن ينتظروا ما ستسفر عنه التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة، بشكل رسمي.
هؤلاء “الفقيا”، الذين نصبوا أنفسهم ناطقين باسم الخالق، ويمنحون أنفسهم وحدهم ترف فهم الآيات وتأويلها، ويرفضون جميع محاولات الاجتهاد في النصوص، يريدوننا، في عصر الذكاء الاصطناعي والثورة العلمية والطبية والتكنولوجية، أن نعود 14 قرنا إلى الوراء، لنعيش مثلما عاش أسلافنا، ونطبق قوانينهم حرفيا، حتى ولو لم تعد تناسب عصرنا ولا تواكب ما وصل إليه العالم من تطور.
والعجيب في هؤلاء، أن أكثر ما يثيرهم ويخرجهم عن جادة العقل والصواب، هو كل إصلاح من شأنه أن يطال وضعية المرأة وحقوقها. لا يستفزهم فساد ولا سرقة أموال ولا فقر ولا غلاء أسعار ولا تسول ولا جريمة ولا كل الأمراض التي تنخر “ساس” المجتمع، بقدر ما تقلقهم “ميني جوب” أو ماكياج أو خصلة شعر منسدلة من وراء حجاب. تمرد المرأة وخروجها عن “البرواز” هو فقط ما يشغل بالهم وتفكيرهم، وكأنها إن كسرت الحواجز، طعنتهم في “رجولتهم” أو دمرت أركان الهيكل الذي صنعوه ليعبدوا فيه أنفسهم. إنهم يعتبرون المرأة “ناقصة عقل ودين”، فكيف يسلمون لها زمام أمورها لتتحكم وحدها في مصيرها وتكون سيدة قرارها؟
كيف لمغرب القرن 21 أن تظل نساؤه مظلومات “محكورات” مستعبدات في ظل نظام باترياركي عتيق انتهى تاريخ صلاحيته؟ كيف يمكن أن نرضى لفتياتنا أن يقبعن في بيوتهن في انتظار عريس “الغفلة”، دون أن ينلن نصيبهن من العلم والعمل؟ كيف نقبل بتزويج طفلاتنا وهن لم يبلغن بعد سن النضج التي تسمح لهن بتدبير أسرة وتربية أبناء؟ كيف نرضى بظلم نساءنا ونستولي على مالهن وحقهن في الإرث لمجرد أن عمّا أو قريبا بعيدا أحق منهن لمجرد أنه ذكر وهن إناث؟ كيف نجرجر مطلقاتنا في المحاكم من أجل نفقة أو ولاية على أبناء حملتهم تسعة أشهر ومنحتهم الحياة؟ كيف ننسب أولادنا للفراش والعلم توصل لحمض نووي يثبت بنوتهم لآبائهم؟ وقس على ذلك العديد من الأسئلة الأخرى التي لا جواب ل”فقهائنا” عليها سوى “هادشي اللي بغا الله… طارت معزة.. انتهى الكلام”.
إننا نعيش في مجتمع مريض. وتزيده فتاوى “طيور الظلام” مرضا وجهلا فوق جهله. ولم يعد الحل في التدرج، بل في حسم الأمور من طرف الملك، أمير المؤمنين، مثلما حسم فيها في المرة الأولى التي حول فيها مدونة الأحوال الشخصية إلى مدونة للأسرة، اعتبرت، رغم علاتها، ثورة في حينها. العالم يسير ويتغير بسرعة فائقة، ولن ينتظرنا أن نطبطب على الشيوخ والفقهاء المتحجرين حتى نلحق به. ومثلما قطعنا أشواطا في تحديث بلادنا، على مستوى الرقمنة والبنيات التحتية والمشاريع الضخمة، علينا أن نقطع مع “مسامر الكيف” التي تعثر خطواتنا نحو المستقبل. فالنقاش معهم دون جدوى لأنهم يستمعون فقط إلى أنفسهم. وإن “لم يعجبهم حال”، فأرض الله واسعة يمكن أن يبحثوا فيها عن كائنات تشبههم، على أن يتخلوا عن هواتفهم الذكية وساعاتهم الذهبية وسياراتهم وأحذيتهم و”فيسبوكهم” و”يوتوبهم” وجميع مظاهر التحضر والعصرنة التي وصلتها الإنسانية، ويعودوا لامتطاء جمالهم وارتداء نعالهم وشرب بول بعيرهم والتواصل عبر حمامهم الزاجل وقضاء حاجتهم في الخلاء.
ولدعاة النقاش المجتمعي قبل تنزيل أي تغيير نقول: إننا نتكلم لغتين مختلفتين ونرى الأمور بمنظارين متناقضين. نريد أن نسير إلى الأمام ويريدون أن يرجعوننا إلى الخلف. نريد أن نعالج مجتمعنا ومن مصلحتهم أن يظل مريضا. نتطلع إلى غد أفضل وينظرون إلى ماض “مقدس” ولّى ولا يمكن أن يعود. منفتحون على الآخرين وهم منغلقون على أنفسهم ويريدون أن يسدوا علينا جميع منافذ الخلاص تحت مسمى الدين والشرع. وفوق هذا وذاك، يعتبرون أنفسهم الجهة الوحيدة التي تملك الحقيقة، وكل من اختلف عنهم خائن يخدم أجندة الصهيونية والماسونية وغيرها من التهم الجاهزة التي يستحيل أمامها الحوار. ثم عن أي نقاش تتحدثون وهم يهددوننا بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر؟!
من شروط النشر عدم الاساءه للكاتب او الأشخاص او المقدسات …
ألم يسيء كاتب المقال المقدسات بنعت أهل الإختصاص في الدين و الشريعة ؟؟؟ هل كاتب المقال مختص و عالم في الشريعة الإسلامية أو متطاول على ما لا يعلم . إن هذا المقال الغير المنصف من عشاب يتكلم في الجراحة الباطنية .
هولاء الفقيا كثرو هاد الأيام بزززاف لا أعرف هل يكرهون اي اصلاح لهاد الدرجة ام يكرهون المرأة بمجرد أن تختلف معهم يستعملون تلك الشعارات الرنانة والشعبوية يستغلون الدين للذهاب لعقول الناس إلى مواضيع أخرى…. المدونة غادي تفرض راسها.
اما هاد الشي ديال التخربيق ديال الفقيا بحال كيما كيقولو الدخول بالرجل اليمنى أو اليسرى…ما واكلاش.
إنها إمارة المؤمنين حمى الملة والدين وانتهى