لطالما حاولت السينما العربية والعالمية، عبر سنوات، تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وتجسيد مظاهر الحرب والإبادة، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، إذ نجد مئات الأعمال التي توثق هذه المعاناة المتواصلة، كما تبرز الاهتمام الكبير الذي يوليه السينمائيون والمخرجون للقضية، ليس فقط من أجل الفرجة السينمائية بل لتحقيق أهداف إنسانية، وفي هذا الصدد، وقع اختيار مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط، هذه السنة، على المخرج الفلسطيني العالمي إيليا سليمان، لترأس لجنة التحكيم احتفاء بالقضية، باعتباره من أبرز صناع السينما في الوطن العربي، وله أرشيف تاريخي كبير وحائز على جوائز دولية.
المقاوم السينمائي
وقد نقل المخرج إيليا سليمان، الذي أطلق عليه لقب”المقاوم السينمائي” معاناة شعبه عبر أعماله، التي تتميز بلقطات رمزية، معتمدا على لغة الصمت والكوميديا، ليؤكد أن السينما ليست مجرد فن عابر بل تعد سلاحا ناعما لا يستهان به، يحمل بين طياته دروسا ورسائل مهمة، وبالحديث عن اللقب الذي اشتهر به، عبر المبدع الفلسطيني لـ “آش نيوز”، عن امتنانه واستغرابه في الوقت ذاته من اسمه المتداول الجديد.
وفي السياق ذاته، كشف إيليا سليمان، الذي يترأس هذه السنة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل بمهرجان تطوان، أنه “لا يعرف الكثير عن سينما العالم العربي، لكنه مطلع على أعمال بعض الرواد والمخرجين من أصدقائه، كالمخرج المغربي فوزي بنسعيدي”، الذي أشاد سليمان بصداقته ووصفه بـ”العظيم”، حيث من المرتقب تكريم هذا الأخير، خلال هذه الدورة من المهرجان.
“من جد وجد ومن زرع حصد”
جدير بالذكر أن إيليا سليمان، يعتبر واحدا من أكثر صناع السينما العربية تأثيرا، يؤمن بالجودة أكثر من الكم، فرغم قلة أعماله، فهي تخلق أثرا كبيرا، وتظل راسخة في الذاكرة، نذكر منها، فيلم “يد إلهية”، الذي أثار جدلا كبيرا لدى الرأي العام والحاصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان السينمائي سنة 2002.
فبعد هذا المشوار الحافل بالعطاء، من المؤكد أن تحظى إنتاجاته الفنية باهتمام عالمي وتتوج بجوائز عدة، أهمها، جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما في مهرجان كان السينمائي، عن فيلمه “إن شئت كما في السماء”، فضلا عن اختياره لتمثيل فلسطين في جوائز الأوسكار عام 2020 عن فئة “أفضل فيلم أجنبي”.
مزيد من التفاصيل في الفيديو التالي من تصوير أشرف دحان: