على هامش مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته 29، وبالموازاة مع النقاشات المطروحة حول جودة السينما المغربية مقارنة بباقي دول العالم، أجرى موقع “آش نيوز” حوارا رفقة الممثل هشام الوالي، الذي كشف العديد من الإشكاليات بخصوص صناعة الأفلام المغربية، من بينها تغييب الهوية، إضافة إلى رأيه في عدد من القضايا المجتمعية، أهمها اليوم تلك المرتبطة بمدونة الأسرة، ومايرافق هذا الملف من نقاشات مستمرة وجدل متواصل. تفاصيل الحوار في ما يلي:
كيف ترى الصناعة السينمائية بالمغرب ؟
لنتفق أولا على قاعدة أن هناك أفلام مغربية وليست سينما مغربية، إذ هناك غياب للأعمال السينمائية المغربية مائة بالمائة، فحين نشاهد مثلا أفلاما أجنبية في القاعات، نستشعر هويتها، على عكس أفلامنا. إننا نشارك بحوالي 25 فيلما في مهرجان السينما بطنجة، كلها تجارب مختلفة لا تحيل على خط مستقيم يمكن أن نحكم من خلاله على أن الأمر يتعلق بسينما مغربية. بالمقابل، لدينا أرقام مهمة من ناحية الكم، رغم أن هذه الأعمال لا تجد جميعها طريقها إلى دور العرض، التي أصبحت تخضع لما يطلبه المشاهد. وأنا أقول، من الفوضى نكتشف الذات. فربما نعيش فوضى ونكتشف ذاتنا من خلالها على اعتبار حداثة تجربتنا المغربية، إلى حد ما، في مجال السينما، ما جعلنا لم نؤسس سينما حقيقية تمثل المغرب. من الممكن، مع الوقت، أن تصبح لدينا سينما نغزو بها العالم، خاصة وأننا نمتلك بعض الإمكانيات.
ما رأيك في المواضيع المطروحة في التلفزة المغربية والانتقادات التي تواجهها؟
المشاهد المغربي يعيش في تناقض. فهو يرفض هذه الأعمال، وفي نفس الوقت يقبل على مشاهدتها بشراهة، والدليل هو نسب المشاهدات المرتفعة لبعض الأعمال التي ينتقد محتواها، وهذا إن دل على شيء، فيدل على قبوله لهذه الأعمال. هناك نقطة ثانية أيضا، فنحن نشتغل على طلبات عروض لأن التلفزيون هو الذي يفرض علينا أنواع المواضيع. فمثلا أنا كسيناريست، أود أن أكتب مسلسلا عن تاريخ مدينة معينة بالمغرب، لكني سأجد أمامي جوابا واحدا مفاده أن الفيلم لايتلائم مع الخط التحريري للقناة. دون الحديث عن مشكل السيناريو الذي بات مطروحا بشدة اليوم، نظرا لأن معظم السيناريست شباب، يكتبون لفئات شابة، ويتفادون الكتابة عن العائلة والقيم الاجتماعية، لذلك نجد أن معظم الأعمال التلفزية شبابية تدور حول قصص حب شبيهة بالدراما التركية بدرجة كبيرة، في إقصاء تام للأسرة والثقافة المغربية.
ما هو رأيك في نقاش مدونة الأسرة الحالي؟
أعتقد أننا لدينا مشكل في الحافلة ونريد تغيير السائق. يجب أن نشير إلى أننا دائما كمغاربة نتعاون فطريا في الأسرة، ولدينا قواعد هي احترام الأب والأم والعائلة والإخوان وكذلك الجار الذي كانت له قيمة في ما مضى. وما افتقدناه اليوم، ليس العائلة بل الإحترام، أصبحنا لا نحترم الآخر وبالتالي لانحترم أنفسنا. واليوم نطالب بضرورة الاهتمام بالعائلة لأنها أساس المجتمع، فأنا مثلا إذا قمت بتربية أبنائي على مبادئ وقيم جيدة، سأنتج مواطنا لديه ما يكفي من الذكاء ومن العقلانية ومن الرقي، ليكون صالحا. أما حين تفتقد الأسرة لمبادئ مهمة كهذه، فهي تنتج لنا مواطنا بأفكار شاذة. فعندما نشاهد “روتيني اليومي” مثلا، نتسائل عن دور الأب والأم. لذلك أقول إنه عندما غيبت الأسرة، اختلط الحابل بالنابل.
ماذا تقول اليوم للشباب الذين يناقشون مدونة الأسرة بتعصب؟
الرسالة سهلة.. نحن لانحرم ما حلله الله ولانحلل ما حرم.. الحلال بين والحرام بين. هي أمور ليس لدي الحق لا أنا ولا أي شخص أن يزايد فيها. فعندما أصبحت راقصة تفتي في العلاقات الزوجية، هنا نرى المشكل الحقيقي. وعندما بات شخص يفتقد التكوين يتكلم في الفقه، كالمسترزقون وأشباه الفقهاء، أصبحنا أمام هذه النقاشات المتعصبة. يجب أن لا ننسى أن لدينا مرجعية دينية. والمرأة معززة دائما في الدين، والوعي يبدأ من الذات. ونحن تلزمنا نقاشات جادة ولكن مع ذوي الاختصاص وليس مع أي شخص يدعي أنه عارف في كتاب الله.
مزيد من التفاصيل في الفيديو التالي من تصوير أشرف دحان:
التعليقات 0