أكد محمد باكريم، الناقد السينمائي، أن واقع السينما المغربية مركب، وأن الصناعة السينمائية تعيش دينامية حقيقية في الإنتاج والحضور المتميز على مستوى الإشعاع العالمي.
وقدم محمد باكريم، في حديثه لـ“آش نيوز”، خلال لقاء على هامش مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، نموذجا بالأفلام المغربية في اللائحة القصيرة لجوائز الأوسكار ومهرجان “كان” والنجمة الذهبية في مراكش، هذا غير الإقبال الجماهيري الكبير على الأفلام المغربية، إضافة إلى تألق الفيلم الوثائقي وإحتلاله لمكانة متقدمة في التعبير على المخيال الجمعي المغربي.
الهوية السينمائية
ومن جهة أخرى، أشار الناقد السينمائي محمد باكريم، أن السينما المغربية تعاني غياب سوق داخلية حقيقية، توسع من دائرة التلقي وتسمح لسينما بديلة لتجد مكانها ضمن منافسة يستفيد منها المتلقي من ناحية التنوع في الإبداع.
وبخصوص إشكالية فقدان الهوية في السينما المغربية، وصف محمد باكريم، سؤال الهوية بـ”الجمركي”، قائلا: “هوية الفيلم الأولى هي انتمائه للسينما، والفيلم المغربي رسخ هويته الثقافية في اختيارات جمالية ودرامية وجدت مشروعيتها في الإقبال الجماهيري على هذه الأفلام.
سينما بنسعيدي
وتعليقا على نقاشات النقاد بخصوص سينما فوزي بنسعيدي، التي وصفها محمد باكريم، في نقاشه حول موضوع “السينما المغربية اليوم: أنفاس ومسارات جديدة”، بـ”الملاذ”، أكد الأخير أن هذا الوصف جاء بعدما وجد نفسه يعيش نوعا من المنفى في مجال السينما، وكخلفية لممارسة نوع من المقاومة ضد التفاهة السائدة، مضيفا أن سينما فوزي بنسعيدي منحت امتيازات مهمة للساحة السينمائية المغربية.
السينما التجارية
وأشار الناقد السينمائي والفني محمد باكريم، إلى أن السينما التجارية اليوم، ليست هي المشكل، مبرزا أن كل الأفلام تطمح لأن تكون تجارية على مستوى الرواج والإشعاع، إنما المشكل الحقيقي هو غياب سوق داخلية حقيقية تسمح لكل الأجناس الفيلمية بالتواجد.
وتابع باكريم في نفس السياق، قائلا: “العدد القليل من القاعات يتم احتكارها بسهولة من طرف جنس واحد، مما يغيب التنوع ويهدد بسيادة خطاب سينمائي وحيد في نوع من الفاشية الاستهلاكية، وهو ما أسميته خطر القطبية الأحادية التي لا تعكس غنى وتنوع الإبداع السينمائي المغربي”.