أجرى موقع “آش نيوز”، حوارا مع المخرج المغربي عادل الفاضلي الذي تميز هذه السنة بفيلمه الأول الطويل “أبي لم يمت” الذي حظي بعدد من الجوائز بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ويشارك اليوم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الـ29، التي من المرتقب أن تختتم اليوم السبت 04 ماي الجاري. في ما يلي تفاصيل الحوار:
كيف جاءت فكرة فيلم “أبي لم يمت”؟
فكرة الفيلم راودتني عندما كنت أصور شريطي القصير “حياة قصيرة”. وجانب من قصة الفيلم، قريب لي، لأنه يمثل المحيط الفني الذي نشأت فيه، والذي يتمثل في المسرح والعرائس والكراكيز والضحك والفكاهة، وهذا ما ساهم في تجسيد عالم فيلم “أبي لم يمت”، إذ لم يكن لدي مشكل في العالم الذي أتصوره بقدر ما كانت لدي مشكلة بخصوص القصة التي سأحكيها. ومن هنا جاءت فكرة الفيلم، وقررت أن أصنع أول شريط سينمائي طويل في مساري. في هذا الفيلم، تناولنا موضوع سنوات الرصاص، الذي تطرق إليه من قبل عدد من المخرجين المغاربة، إلا أنني كنت أرغب في معالجة الموضوع من زاوية أخرى، هي زاوية الطفل، وأردت أن أتحدث عن الأشخاص الذين ذهبوا ضحية تلك الحقبة، والذين كانت جريمتهم الوحيدة أنهم جاؤوا في المكان الغلط والوقت الغلط.
لماذا اخترت فوزي بنسعيدي ضمن أبطال فليمك؟
فوزي بنسعيدي صديق وأحترم أعماله ورؤيته للسينما. كانت الشخصية التي لعبها في الفيلم هي شخصية “الغول”، وفي الواقع، لم أكن أرى ممثلا آخر يمكنه أن يقوم بهذا الدور غير بنسعيدي. وحينما كتبت السيناريو اتصلت به وعرضت عليه الفكرة، ورحب بها. إضافة إلى أن فوزي بنسعيدي ممثل محترف إلى جانب كونه كاتب سيناريو ومخرجا مميزا، وتعامل في بلاطو التصوير كممثل وليس كمخرج، لأنه يعرف قيمة المخرج والممثل، كل حسب دوره.
هل تتوقع إقبالا جماهيريا لفيلمك في الوقت الذي تحتكر فيه الكوميديا القاعات؟
من الضروري أن تتواجد في الساحة الفنية السينمائية، الأفلام الكوميدية والتجارية، فهي من تجعل الجمهور يتواصل مع السينما. من الجيد أن تكون القاعات ممتلئة، لأن جمهور الأفلام التجارية والكوميدية الذي قرر الخروج من البيت والذهاب للسينما، من ضمنهم من سيقرر مشاهدة أفلام من نوعية أخرى. وهذا مفيد للسينما، فالجمهور مختلف ولكل ذوقه والسينما التي يرغب في مشاهدتها. لا ننسى أن السينما التجارية قد تساهم أحيانا في تمويل الأفلام التجريبية وأفلام سينما المؤلف.
هل سنرى عادل الفاضلي في أفلام جديدة مستقبلا من نفس النوع؟
سأستمر في صنع الأفلام، وطريقتي ستبقى هي نفسها، مع الاختلاف في التطرق إلى المواضيع ومعالجتها بطريقة مختلفة. فأنا أحب القصص المرتبطة بتاريخ المغرب، كسنوات السبعينات والثمانينات، وسأظل أتجه في هذا السياق، في سينما مرتبطة بالماضي و”النوستالجيا” إضافة إلى بعض اللمسات “الكلاسيكية” والإبداعية.
كيف ترى الصناعة السينمائية في المغرب في ظل غياب دعم كاف وجمهور عريض؟
لدينا مسألة صحية في السينما المغربية، وهي تنوع الرؤى. فهناك مخرجون يقومون بإخراج بأعمال مختلفة، وهذا شيئ مهم. وصناعة المستقبل تبدأ من الصغر، لذلك من الضروري الإعتناء بالطفل أولا من خلال ترسيخ الثقافة الفنية لديه، من خلال تعزيز دور المسرح في المدارس إضافة إلى تكثيف القاعات في الأحياء والمدن، لكي يجد الطفل نفسه في محيط يساهم في فهمه للفن السينمائي أو المسرحي. وأتمنى أن تلتفت وزارة الثقافة بدورها لهذه الأمور لأنها أساسية في صناعة فنان وجمهور واع.
مزيد من التفاصيل في الفيديو التالي من تصوير إلياس بواخريص:
التعليقات 0