من تكون هاته المراهقات في الصور التي ينشرها مهرجان موازين؟ هذه ليست نجوى كرم التي أعرف. ربما هي ابنتها الصغرى أو بنوتة لبنانية من آلاف ملكات الجمال اللائي ينجبهن بلد الأرز كالفلاليس الصفراء.
وهذه ليست سميرة سعيد.. ولا هذه كارول سماحة أو أنغام.. إنهن منتحلات صفة.. يلزمهم التبليغ في أقرب كوميسارية حتى تتلقين جزاء البوتوكس اللعين والفايلر وكل أنواع الحقن الممنوعة والمرخصة.
أين ذهبت عيوبهن التي تزيد آدميتهن؟ وأين ذهبت تجاعيدهن الخفيفة وجمالهن الطبيعي؟
في الحقيقة، ليست لي الرغبة في مشاهدة هذه الخيالات: حطام نجوى وأخواتها..
نريد الحقيقة مهما كانت قبيحة.. نريد بلال طاكيني ذي الوسامة الطبيعية: قصة شعر بشعة، ولحية مبعثرة، وقاميجة يقتنيها من أقرب جوطية، ويكون جاهزا لمنصة السويسي ليبلبلها ويرفع صوته أو “صوت الأوتوتيون”.. لا يهم ب”لاديستونس سوفرونس” أو يغني برنس العواطف: “مشاتني الدنيا في طريق لامور”. إنه ملك الإحساس والمؤثرات بجميع أنواعها، إنه الوحيد الذي يمتلك العبقرية ليجعل من أشعار أغنية عاطفية فيلم رعب. يقول:
في عشقك راني غارق
نتنفس كوراج
طاريلي كي الجن العاشق
ديتيني أوطاج
وإن لم يعرف القيمون على مهرجان موازين طريق بلال طاكيني، فليحضروا لنا، نحن البسطاء، المهووسون، بلالا آخر يغني الطلاسم والتعويذات: بلال صاحبي شاولا هذا، مع بعض الحبيبات السحرية، والسجائر بالأعشاب الطبية، ستصبح منصة السويسي فيها الطايح أكثر من النايض.
أضف إلى هذه البلابل بلالا آخر اسمه بلال الصغير، وكأن مغنيي الراي ضاقت قريحتهم في إيجاد الأسماء المناسبة.
إنها آفة حقيقية عند جيراننا الذين يسمون أنفسهم بأسماء بلدان المعمور مثل قادر الجابوني أو رضا الطالياني. بل منهم من اختار اسمه من المدن والمداشر حول العالم وكأنه يملك مفاتيحها الشرفية مثل موح ميلانو وجليل باليرمو والشاب نابولي وفوزي تورينو.
ولن نتوقف طويلا عند من يحملون أسماء الحيوانات، مثل الهواري الدوفان. أو الحاملين لأسماء تثير الاشمئزاز وتعقد اللسان، مثل بكاكشي الخير وصادق دمقراطز. لنمر إلى الفنانين المحليين. فلهم “ستون” آخر، يدخل في إطار الطب النفسي وليس النقد الفني.
في الحقيقة لا أعرف ما الذي أصابهم، وما الذي نفخ في أناهم إلى هذا الحد، فأصبحوا كائنات ميكالومانية لا تكفيهم أرض ولا سماء. لقد فاجأنا قبل سنوات سعد المجرد، وغنى لنا المعلم الذي نحن منه نتعلم، فخرج ظله في الأرض حاتم عمور ليغني لنا، أنا الأول وأحب المركز الأول.. ومادام لا يخرج من الجماعة إلا الشيطان، فقد هاجمنا خلال الشهر الكريم الدوزي بأغنية الباشا، وقرف حريرتنا ب: أنا الباشا أنا الباشا أنا الباش… فكان يمنحنا حينها رغبة واحدة هو نزع حلاقيمه من لغلولها حتى يكف عن الغناء إلى الأبد.
أكمل إذن، ثلاثي الفرح، المعلم والأول والباشا تعبيراتهم المغرورة في انتظار أمراض نفسية جديدة نحن لها هنا في “آش نيوز” بالمرصاد.
بقلم: جليل حكيمي (قارئ وفي)
التعليقات 0