أوضحت سارة عفيفي، أخصائية نفسية أسرية، أن مظاهر الفضفضة الإلكترونية مع الغرباء، دليل على إشكالات نفسية وخيمة يعيشها الأفراد، مبرزة أن مجال منصات التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، بات منزلا مفتوحا بدون باب يستر الخصوصية.
احترام الحرمة
وقدمت سارة عفيفي، في اتصال مع “آش نيوز”، مثالا بآخر حدث في مواقع التواصل الإجتماعي، والذي أشعل الرأي العام، وهو حادثة وفاة سيدة تدعى “مي السعدية” التي كانت تعيش مع مؤثرة تدعى سارة، حيث تقاسمت الأخيرة جميع لحظات الوفاة، وهي في حالة انهيار وبكاء، أمام الكاميرا، ما أجج غضب النشطاء، نظرا لعدم احترامها لحرمة الميت. وقالت عفيفي، في هذا السياق: “لايمكن الحسم إن كان استرزاقا أم تأثرا”.
واقع المتلقي
وتابعت سارة عفيفي، أن المتلقي في هذه الحالة، يجب أن يعي وعيا تاما، أن ما يشاهده لا يدل على حقيقة المشاعر، كما لا يمكن في الوقت نفسه التشكيك في مصداقيتها، مشيرة إلى أن نفسية المتلقي أنواع، وقالت: “هناك متلقي بنفسية ضعيفة يتفاعل مع أي واقعة بشكل عاطفي ويمكن أن يتجاوز الأمر، إلى أن يقع في واقعة نصب أو احتيال بسبب عاطفته المفرطة مع حدث مصداقيته مشكوك فيها”.
وأضافت في نفس السياق: “هناك متلقي بنفسية ومناعة قوية تجاه هذه الأحداث والفضفضة الإلكترونية، حيث يمكن أن يوجه نصيحة أو أن يتفاعل مع الآخر، لكنه لا يتأثر بما يقع على المستوى الشخصي، سواء تعلق الأمر ببيته أو عائلته، وفي أحيانا كثيرة، يمكن أن يتجاوز هذه الرسائل والأحداث دون الرد أو التعليق عليها”.
واستنكرت الأخصائية النفسية والأسرية، واقع وسائل التواصل الاجتماعي، سواء على مستوى من يشاطر مشاكله العاطفية والأسرية، أو من ناحية المتلقين والمتابعين، الذين يتوجهون إلى الغوص في دوامة زائفة من المشاعر، خاتمة حديثها بالتعليق: “صناع هذه القصص لايملكون أي قيم أو أخلاق تؤطر حياتهم، إضافة إلى تشبثهم بفكرة الاسترزاق من الأنترنت من خلال تقاسم المشاعر الحقيقية أحيانا والزائفة في أغلب الأحيان”.