عبر محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، عن إستيائه بسبب واقع أحياء مدينة فاس العريقة، مبرزا أنها مدينة تستغيث، وتبدو كأنها تعيش في زمن آخر، بسبب الشوارع التي تحمل علامات البؤس، تتمثل في “بنيات تحتية فقيرة، بطالة، فقر، جريمة وهشاشة اجتماعية”.
مدينة شاحبة
ووصف محمد الغلوسي، مدينة فاس على هامش حضوره، لندوة وطنية تخص موضوع “تجريم الإثراء غير المشروع” بشراكة مع هيئة المحامين بفاس، أنها “مدينة شاحبة يتعايش فيها الفقر المدقع والثراء الفاحش جنبا إلى جنب”.
واستنكر محمد الغلوسي، واقع المدينة سياسيا واجتماعيا، قائلا: “نخب سياسية تصارعت على كل شيء إلا مصلحة المدينة وساكنتها، أشخاص تقلدوا المسؤولية العمومية لم يكونوا يملكون أي شيء، بل أنهم بدون مهن ولا وظائف، صاروا في مدة وجيزة يمتلكون عقارات وأموال ومجوهرات وحسابات بنكية”.
ثروات غير مبررة
وأضاف في نفس السياق: “هي ثروات مسجلة في إسم بعض أشباه السياسين وفي أسماء زوجاتهم وأبنائهم، ورغم ذلك ظلوا في منأى عن أية محاسبة في الوقت الذي يحاكم فيه الفقراء وبسطاء المدينة على أبسط المخالفات”.
وأورد المتحدث ذاته: “مسؤولون من ولاة وعمال ورجال السلطة ومنتخبون ومدراء مؤسسات عمومية، تعاقبوا على تدبير أمور المدينة واتفقوا جميعا على إجهاض أحلام ساكنة المدينة في التنمية والتقدم وتفرغوا إلى تنمية ثرواتهم ومصالحهم”.
وشدد محمد الغلوسي قائلا: إن “أخطر مايهدد الدولة والمجتمع هو شيوع الفساد والرشوة ونهب المال العام وسيادة الإفلات من العقاب، لذلك يتوجب على الدولة أن تكون حازمة في مواجهة لصوص المال العام والمفسدين، لأنهم يخربون كل شيء ويقضون على الأمل في المستقبل ويدفعون الناس إلى فقدان الثقة في كل الفاعلين”.
التعليقات 0